للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمصلحة فلم يلزم عليه البدء كما قالت اليهود - والنسخ عندنا ثلاثة أقسام: نسخ اللفظ والمعنى كما كان يقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم ثم نسخ - ونسخ اللفظ دون المعنى كالشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة ثم نسخ لفظه وبقي حكمه وهو الرجم - ونسخ المعنى دون اللفظ كآية السيف بعد الأمر بالمهادنة مع الكفار، والله تعالى أعلم. (١)

[حادي عشر: موقفه من العلوم الحديثة والرياضة والفلسفة والمعجزات الكونية]

لا يتعرض لشيء من ذلك سوى الفلسفة وهي فلسفة التصوف الكامنة في كلام ابن عربي وابن الفارض ونحوهما وقد قدمنا شيئا من ذلك عند الحديث عن موقف المصنف من العقيدة وسوف يأتي تكميل لنفس الموضوع في الفقرة التالية.

[ثاني عشر: موقفه من المواعظ والآداب]

نظرا لكون الكتاب صوفي إشاري فإنه يتضمن شيئا من الزهديات والوعظ مع مايحمل في طياته من انحراف منهجي واضح ولذا فسوف أتكلم في هذه الفقرة عن صوفيات هذا التفسير ومظاهر انحرافه.

فمن الصوفبات التي أقحمها المصنف في تفسير الظاهر على الرغم من كون ذلك مخالفا لمنهجه الذي ذكره قوله:

{اهدنا الصراط المستقيم} (٢) فإن قلت: إذا كان العبد ذاهبا على هذا المنهاج المستقيم، فكيف يطلب ماهو حاصل؟ فالجواب: أنه طلب التثبت على ماهو حاصل، والإرشاد إلى ماهو ليس بحاصل، فأهل مقام الإسلام الذي هو حاصل، يطليون الترقي إلى مقام الإيمان الذي ليس بحاصل، على طريق الصوفية الذين يخصون العمل الظاهر بمقام الإسلام، والعمل الباطن بمقام الإيمان، وأهل الإيمان يطلبون الثبات على الإيمان الذي هو حاصل، والترقي إلى مقام الإحسان الذي ليس بحاصل، وأهل مقام الإحسان يطلبون الثبات على الإحسان والترقي إلى مالا نهاية له من كشوفات العرفان {وفوق كل ذي علم عليم} (٣) وقال الشيخ أبو العباس


(١) ص: ٩١.
(٢) الفاتحة: ٦.
(٣) يوسف: ٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>