للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سابعا: موقفه من الإسرائيليات]

وليس المهدوي من المكثرين من ذكر الإسرائيليات في تفسيره إلا أنه ربما تعرض لها لاسيما عند تعيين بعض من أبهم ومن ذلك قوله تعالى: {وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه} (١) حيث ذكر أن الرجل عند الحسن: قبطي ابن عم لفرعون، وأما السدي فيجعله إسرائيليًا يكتم إيمانه من آل فرعون، وذكر بعض المفسرين أن اسم هذا الرجل حبيب، وقيل: سمعان وقيل: حزقيل.

ثم يعلق المهدوي على هذه الروايات بقوله: ومن جعل الرجل قبطيًا فمن عنده متعلقة بمحذوف، صفة لرجل، والتقدير: وقال رجل مؤمن منسوب من آل فرعون، ومن جعله إسرائيليًا فمن متعلقة بيكتم في موضع مفعول ثان ليكتم.

ويختار المهدوي التفسير الأول وهو تفسير الحسن محتجًا لذلك بقوله تعالى {ياقوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض} (٢)، قال: وفي قول الرجل ياقوم دليل على أنه قبطي (٣).

[ثامنا: موقفه من اللغة]

يتضح لدارس تفسير المهدوي أحاطته الواسعة بفنون اللغة وأساليبها واستعمالاتها، وامتلاكه لقواعد اشتقاقها وتصريفها، ومعرفة غريبها، وقدرته الفائقة على توجيهه القراءات القرآنية، وحل مشاكل الإعراب الخفية.

ويتسم منهج المهدوي في تناول شرح المفردات اللغوية في التفسير باعتماد علماء اللغة والنحو، الذين سبقوه في الظهور، وخاصة من اشتهر منهم بالعناية بالتفسير اللغوي للقرآن كسيبويه والفراء وأبي عبيدة والأصمعي والمبرد وغيرهم ... .

قال في تفسير قوله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (٤): وأصل اسم الله الذي هو "الله" عند سيبويه (لاه) دخلت عليه الألف واللام للتعظيم، لا للتعريف ولسيبويه أيضا قول آخر: أن أصله (إله) فحذفت الهمزة .. الخ. (٥)


(١) غافر: ٢٨.
(٢) غافر: ٢٩.
(٣) التحصيل ٤/ ٤٠ - ٤١.
(٤) الفاتحة: ١.
(٥) التحصيل ١/ ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>