للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي ذلك تقرير لتسلسل الرسالات المنزلة من عند الله وتماسك حلقاتها وتأكيد لترابطها وتكاملها وإقامة للحجة على بني إسرائيل الذين أنكروا رسالة جميع الرسل بعد موسى منذ عيسى ابن مريم إلى محمد بن عبد الله. (١)

ومع مافي هذه النكتة من نظر فإنه ليس هناك رسل منذ عيسى ابن مريم إلى محمد ابن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: " أنا أولى الناس بابن مريم ... ليس بيني وبينه نبي". (٢)

ومن اللطائف التفسيرية: (٣)

قال: ومن لطائف التفسير ماذهب إليه الرازي أثناء تفسيره لهذه الآيات من أن كتاب الله ذكر ثلاثة أشياء في حق داود وثلاثة أشياء في حق سليمان عليهما السلام .. فذكرها (٤)

ومن المبالغات التي وقع فيها بسبب اعتماده على التفسير الإنشائي قوله:

ويلاحظ فيما جرت حكايته على لسان بني إسرائيل أنهم بدلا من أن يقولوا: ادع لنا ربنا، يفضلون أن يقولوا: ادع لنا ربك ويكررونها عدة مرات بهذه الصيغة، كأنهم لا يزالون في شك من أمره، ولا يعتبرونه ربا لهم بقدر ما يعتبرونه ربا لموسى وحده، وفي ذلك جحود منهم ظاهر لربوبية الله رب العالمين، وجرأة على مقامه الأقدس. وليس هذا بغريب عليهم فقد قالوا من قبل لموسى كما سبق في الربع الماضي {يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة} (٥).

فقوله: جحود ظاهر لربوبية الله تكفير ظاهر لهم، وهذا لم يقل به أحد ولم تدل عليه الآيات، ولايساعد على هذا الفهم استمرار موسى عليه السلام معهم.

[تاسعا: موقفه من القراءات]

القراءة المعتمدة كما ذكر المصنف في مقدمته هي قراءة قالون عن نافع وقد اعتمدها بالضبط المناسب لها (٦).وعلى الرغم من ضيق المقام تعرض


(١) التيسير١/ ٥٧.
(٢) أخرجه البخاري - كتاب بدء الخلق - باب قول الله {واذكر في الكتاب مريم} مريم: ١٦ عن أبي هريرة ٦/ ٤٧٦.
(٣) وانظر أيضا لبعض النكات واللطائف: التيسير ١/ ١٤٢، ١٧٠، ٣٤٧.
(٤) التيسير٥/ ١٧٦، ١٧٧.
(٥) البقرة: ٥٥، التيسير ١/ ٥٠.
(٦) انظر كمثال في الربع الأول قراءة ملِك، وما يخادعون، بما كانوا يُكَذّبون.

<<  <  ج: ص:  >  >>