للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك فيفتتح مجلسه بالتفسير بعد الخطبة والدعاء وشيء من أخبار الصالحين، ومن كلام ابن الجوزي ويختم بفصل من السير.

ومجالسه على التوالي، يبدأ اليوم من حيث انتهى بالأمس، وكلامه في ذلك متقن، يشهد بحسن تقدمه، ولم يكن عنده كتاب يسعده، ليذكر ما كان بسبيله سوى خطب من كلام الجوزي في سفر بخطه.

وكان يشارك في الطب وغيره، وكان شديد الصمم، لايكاد يسمع شيئاً البتة، إنما يخاطب بالكتابة، فيجيب بالعين والإشارة وكان شافعي المذهب، مستحسن المنزع، لولا حرص كان فيه من باب التكسب، ومع ذلك فقد كان من حسنات وقته.

مات بالقرب من مراكش في رجب سنة اثنتين وخمسين وستمائة.

له:

مصباح الواعظ

٨١ - محمد بن علي بن خليفة الغرياني (١)

نسبة إلى بلدة غريان بطرابلس، ومنها أصله.

قال عنه الكتاني: الإمام العلامة محدث تونس ومسندها. (٢)

وقرأ أولا بجربة على الشيخ إبراهيم الجمني. ثم قدم تونس فأخذ عن أساتذة وقته كالشيخ زيتونة والريكلي ومنصور المنزلي. وحج ولقي بمصر علماء منهم محمد الحفناوي ومحمد البليدي.

وأخذ أيضا عن سليمان المنصوري وتاج الدين القلعي المكي والعماري وابن عقيلة وغيرهم.

وعنه ابناؤه محمد الصالح ومحمد السنوسي وأحمد ومحمد بن قاسم المحجوب وعلي البقلوطي وغيرهم.

وتخرج عليه علماء كثيرون من أشهرهم الوزير حمودة بن عبد العزيز، وقد مدحه بقصائد وموشحات كثيرة مثبتة في ديوانه.

ولما عاد إلى تونس نصبه الباشا علي باي الأول شيخا بالمدرسة السليمانية التي أسسها فكان أول مدرس بها.

كانت بينه وبين الحافظ مرتضى الزبيدي مكاتبات وأجاز كل منهما صاحبه.

وذكره الورثلاني في رحلته إلى الحجاز، وقد تعرف به عند مروره من


(١) مصادر ترجمته: العمر ١/ ٢ / ٨٤٠ رقم ٢٣٦، أعلام ليبيا ص: ٢٩٠، تراجم المؤلفين ٣/ ٤٥٩، دليل المؤلفين العرب الليبين ص: ٢٩٧، شجرة النور الزكية ١/ ٣٤٩، فهرس الفهارس ٢/ ٨٨٥.
(٢) فهرس الفهارس ٢/ ٨٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>