للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثانيا: موقفه من العقيدة]

هذا هو الباب الأساسي في زيغ هذا التفسير فانظر مثلا إلى قوله في حديثه عن الفاتحة:

حمد نفسه بنفسه، ومجد نفسه بنفسه، وعظم نفسه بنفسه، ووحد نفسه بنفسه، ولله در السعدوى حيث قال:

ما وحد الواحد من واحد إذ كل من وحده جاحد

توحيد من ينطق عن نعته عارية أبطلها الواحد

توحيده إياه توحيده ونعت من ينعته لاحد

فقال في تمجيد نفسه بنفسه مترجما نفسه بنفسه: {الحمد لله رب العالمين} (١). (٢)

وهذا انحراف عقدي خطير إن لم يكن كفرا والعياذ بالله لأن "ما" النافية مع "من" تفيد الاستغراق وتنكير لفظة "واحد" تدل على شمول ذلك للرسل صلوات الله عليهم وهم قد وحدوا الله حق توحيده. أما توحيد هؤلاء فلاشك أن الرسل لم يوحدوا به الله لأنه عين الشرك وقد قال تعالى {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين} (٣) وقال تعالى عن رسله {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} (٤)

وقال أيضا مما يوحي بتأثره بوحدة الوجود وهو مايظهر كثيرا في كلامه وإن خالفه غيره:

لا عبرة بظواهر الأشياء وإنما العبرة بالسر المكنون وليس ذلك إلا بظهور الحق وارتفاع عطاياه، وزوارل أستاره وخفاياه، فإذا تحقق ذلك التجلى والظهور، استولى على الأشياء الفناء والدثور، وانقشعت الظلمات بإشراق النور، فهناك يبدو عين اليقين، ويحق الحق المبين، وعند ذلك تبطل دعوى المدعين، كما يفهم العامة بطلان ذلك يوم الدين، حين يكون الملك لله رب العالمين. وليت شعرى أي وقت كان الملك لسواه حتى يقع التقييد {الملك يومئذ لله} (٥) وقوله: {والأمر يومئذ لله} (٦) لولا الدعاوي العريضة من القلوب المريضة. (٧)

ويقول:

الطريق المستقيم الذي أمرنا الحق بطلبه، هو طريق الوصول إلى


(١) الفاتحة: ٢.
(٢) ص: ١٠.
(٣) الزمر: ٦٥ - ٦٦.
(٤) الأنعام: ٩٠.
(٥) الحج: ٥٦.
(٦) الإنفطار: ١٩.
(٧) ص: ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>