للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنها تفسيره وبيانه فاتبعه (١) ..

أما النسخ فهو يرى وقوعه ويرفض الغلو فيه، ومن ذلك قوله في قوله تعالى: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} (٢):

فهو أدب مشروع مؤكد وحكم دائم محكم، وهو في معاملات الأفراد كما ترى فلا ينافي ماشرع من الحرب عند وجود أسبابها وتوفر شروطها بين الأمم والجماعات، وهي من الأمور العامة كما ترى، فبطل قول من زعم أن هذه الآية بالنسبة لغير المسلم منسوخة بآية السيف لأن هذه الآية حكمها في حال وآية السيف حكمها في حال أخرى فلا تنسخ إحداهما الأخرى وماأكثر ماقتلت أحكام بآية السيف هذه!! وهي عند التحقيق غير معارضة لمباينة حالها لحالها (٣).

وقوله:

ولحديث عائشة رضي الله عنها: إن الله افترض قيام الليل في أول هذه السورة (المزمل) قيام الليل فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حولا وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف فصار قيامه تطوعا بعد فرضه. رواه مسلم. (٤)

[حادي عشر: موقفه من العلوم الحديثة والرياضة والفلسفة والمعجزات الكونية]

لقد تعرض ابن باديس لبعض الكونيات فنراه يقرر كروية الأرض في تفسيره لقوله تعالى {يكور الليل على النهار} (٥) (٦)

ويقول في قوله {وجعلنا الليل والنهار آيتين} (٧) قال: بتعاقبهما مقدرين بأوقات متفاوتة بالزيادة والنقص على نظام محكم وترتيب بديع بحسب الفصول الشتوية والصيفية وبسبب الأمكنة ومناطق الأرض المناطق الاستوائية والقطبية الشمالية والجنوبية وما بينهما حتى يكونا في القطبين ليلة ويوما في السنة، ليلة فيها ستة أشهر هي شتاء القطبين ويوم في ستة أشهر هو صيفهم (٨).

وقد تكلم عن القمر عند علماء الفلك ثم عن المعجزة العلمية في محو القمر بمعنى أنه كان شديد الحمو والحرارة في الأزمان القديمة منذ ملايين


(١) ص: ٣٠٩.
(٢) الفرقان: ٦٣.
(٣) ص: ٣٢١.
(٤) ص: ٢١٩ والحديث أخرجه مسلم مطولا جدا - كتاب صلاة المسافرين - باب جامع صلاة الليل ١/ ٥١٣.
(٥) الزمر: ٥.
(٦) ص: ٥٨.
(٧) الإسراء: ١٣.
(٨) ص: ٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>