للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بإختلاس كسرة الهمزة وروى شجاع عنه إسكان الهمزة وحقق كسرتها الباقون ولو اضطر قارئ إلى الوقوف عليها لهمزها إلا على طريقة حمزة فيقف عليها بغير همز على ما أصله.

ومن تفريعاته في القراءات قوله: حكى الحلواني وحده عن قالون إسكان هاء {أن يملَّ هْوَ} (١)

وهو يذكر الشواذ وغيرها مثل قوله:

وقرأ قتادة "مثوبة" (٢) بإسكان الثاء وفتح الواو وهو الأصل وهي لغة فيها وفي أشباهها.

وفي قوله تعالى {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} (٣) قال: وقرأ عمر كرمه الله وابن مسعود "القيَّام".

وربما حمل على بعض القراءات المتواترة ومن ذلك قوله:

{وإذ ابتلى إبراهيم} (٤) قال: قرأ هشام عن ابن عامر {إبراهام} (٥) بألف وهو مذكور في هذه السورة خمس عشرة مرة، وهذه القراءة تنسب إلى عبد الله بن الزبير وهي شاذة، ولم يشتهر بها في قراءة ولا سنة نبوية ولا في أثر صحابي نقل.

ومن مواضع توجيهه للقراءات لغويا قوله:

قرأ عاصم وحده {تجارةً حاضرةً} (٦) فنصبها لأن التقدير عنده إلا يكون المال تجارة، ورفعها سائرهم لأنهم جعلوا كان بمعنى حدث.

عاشرا: موقفه من الفقه (٧):

يلاحظ على المؤلف ميله لمذهب مالك كسائر أهل المنطقة وهو ينقل عن غيره ولا يلمح في كلامه روح التعصب المذهبي، كما أنه ربما استطرد استطرادا عجيبا في بعض المسائل الفقهية على الرغم من كون تفسيره


(١) البقرة: ٢٨٢.
(٢) هي قراءة شاذة، وقراءة الجمهور {مثوبة} المائدة: ٦٠ بضم الثاء وإسكان الواو.
(٣) البقرة: ٢٥٥.
(٤) البقرة: ١٢٤.
(٥) هذه قراءة سبعية متواترة ولم ينفرد بها هشام عن ابن عامر بل قرأ بها ابن ذكوان عنه (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: ١٤٧) وقال ابن الجزري: وهو لغة فاشية للعرب (النشر ٢/ ٢٢٢) ولا تؤخذ القراءة من أثر وإنما هي سنة متبعة تؤخذ من أفواه القراء، كلٌ يقرأ كما عُلّم. انظر (سنن القراء ص: ١٧) وقرأ ابن عامر هذه القراءة على أبي هاشم المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن المغيرة عن عثمان بن عفان وقرأ أيضًا على أبي الدرداء وقرأ عثمان وأبو الدرداء على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (انظر النشر ١/ ١٤٤).
(٦) البقرة: ٢٨٢.
(٧) انظر ابن ظفر الصقلي ص: ٢٠٠ - ٢١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>