للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنهج العام للتفسير: (١)

وتفسير ابن عرفة تفسير بياني منطقي أصولي فقهي لا يغفل المأثور ويهتم بذكر القراءات.

وقدم له ابن عرفة بمقدمة تكلم فيها عن علم التفسير وشروط المفسر ثم شرع في تفسير الاستعاذة (٢).

وقد أفاض محمد الفاضل ابن عاشور في بيان أصاله تفسير ابن عرفة وشموله العناية بالناحية اللغوية والبيانية البلاغية وأصول العقيدة والشريعة ونزعته النقدية، وتعدد مصادره (٣) التي كان تفسير ابن عطية يحتل فيها الصدارة.

ومن مصادر ابن عرفة في تفسيره أيضا: كتاب " فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب" لشرف الدين الطيبي، وهو من المصادر الهامة في تفسيره.

وقد بين ابن عاشور منهجه بقوله:

ويهتم بالتخريج والتأويل حتى تتضح دلالة الآية مستقيمة على المعنى الذي تتعلق به، ويرد ماعسى أن يكون قد وقع من تخريج بعيد أو تأويل غير مقبول، بتطبيق القواعد اللغوية، والنكت البلاغية، أو بإثارة مايتعلق بالمفاد من مباحث أصلية ترجع إلى أصول الدين أو أصول الفقه، جاعلا عمدته في هذه المباحث تفسير ابن عطية غير معرض عن تفسير الكشاف، فيعتبر كلام ابن عطية حاصلا بين أيدي مستمعية، ليسايره أو يرده ويورد كلام الزمخشري ويكثر إيراد الآراء والمذاهب عن العلماء في كل مسألة. (٤)

وقال المناعي ملخصا منهج ابن عرفة في تفسيره:

سارت دروس التفسير في منهجها على نسق متشابه حيث كانت تتلى الآية أو الآيات ثم يبدأ في التفسير، فيورد كلام أئمة القراءات أو اللغة والنحو، ويعتني ببيان ما احتمل التأويل أو الاختلاف بين المفسرين، فيذكر أقوال العلماء من أصوليين وفقهاء ومحدثين، وقد يعرج في ذكر نكتة بلاغية أو علمية أو شواهد شعرية أو قضايا اجتماعية ظرفية أو مباحث في أصول الدين أو أصول الفقه ليقوم بهما ما لم


(١) تكلم عن منهج ابن عرفة الدكتور حسن المناعي في مقدمة تفسير ابن عرفة ١/ ٣٧ - ٤٢، الفاضل ابن عاشور في التفسير ورجاله ص: ١١٣ ووسيلة بلعيد في التفسير واتجاهاته ص: ٢٨٩ - ٣٩٩.
(٢) تفسير ابن عرفة ١/ ٥٩ - ٦٤.
(٣) انظر التفسير واتجاهاته ص: ٣٨٤.
(٤) التفسير ورجاله ص: ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>