للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تاسعا: موقفه من القراءات]

وربما تعرض ابن باديس للقراءات وهو نادر ومن ذلك قوله في آية {كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها} (١):

{ذلك} إشارة إلى جميع ماتقدم من المأمورات والمنهيات على قراءة {سيئُهُ} (٢) فالمكروه هو سيء ماتقدم وهو القبائح المنهي عنها، أو إشارة إلى خصوص القبائح على قراءة {سيئَةً} (٣). (٤)

[عاشرا: موقفه من الفقه والأصول]

يتعرض للفقه لماما مثل قوله تحت آية {وبالوالدين إحسانا} (٥):

وإنما تحل مخالفتهما - أي الوالدين - إذا منعاه من واجب عيني أو أمراه بمعصية.

ويقول: لأن القيام عليهما فرض عيني والجهاد كان عليه فرض كفاية ولو تعين عليه ولم يكونا عن كفاية قدم القيام عليهما وكفايتهما عليه (٦).

وفي قوله {ولا تقربوا الزنا} (٧) قال:

وقد حمى الشرع الشريف العباد من هذه الفاحشة بما فرض من الحجاب الشرعي وهو ستر الحرة ماعدا وجهها، وجمع ثيابها عند الخروج بالتجلبب وبما حرم من تطيب المرأة وقعقعة حليها عند الخروج وخلوتها بالأجنبي واختلاط النساء بالرجال.

وتحت قوله {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} (٨):

تساءل هل يسلَّم على الكافر؟ قال: نعم. كما قال إبراهيم لأبيه {سلام عليك} (٩) وقد قال تعالى {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم} (١٠) ولم يستثن إلا قوله لأبيه لأستغفرن لك (١١).

وقد فات ابن باديس النهي الوارد في السنة الصحيحة من قوله - صلى الله عليه وسلم -:


(١) الإسراء: ٣٨.
(٢) قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بضم الهمز والهاء وإشباع ضمتها على الإضافة والتذكير.
(٣) قراءة الباقين بفتح الهمزة ونصب تاء التأنيث مع التوحيد. انظر إتحاف فضلاء البشر ص: ٢٨٣.
(٤) ص: ١٦٦.
(٥) الإسراء: ٢٣.
(٦) ص: ٩٨.
(٧) الإسراء: ٣٢.
(٨) الفرقان: ٦٣.
(٩) مريم: ٤٧.
(١٠) الممتحنة: ٤.
(١١) ص: ٣٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>