للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سابعا: موقفه من الإسرائيليات (١):

وابن عجيبة من المفسرين الذين يذكرون الإسرائليات بغير تمحيص ويتزيدون في ذكرها ومن ذلك:

ما نقله تحت قوله {العالمين} عن الفخر الرازي قال: روي أن بني آدم عشر الجن، وبنى آدم والجن عشرحيوانات البر، وهؤلاء كلهم عشر الطيور وهؤلاء كلهم عشر حيوانات البحار، وهؤلاء كلهم عشر ملائكة الأرض الموكلين ببني آدم، وهؤلاء عشر ملائكة السماء الدنيا، وهؤلاء كلهم عشر ملائكة السماء الثانية، ثم على هذا الترتيب إلى ملائكة السماء السابعة، ثم الكل في مقابلة ملائكة الكرسي نزر قليل، ثم هؤلاء عشر ملائكة السرادق الواحد في سرادقات العرش التي عددها مائة ألف، طول كل سرادق وعرضه كذلك إذا قبلت السماوات والأرض وما فيها وما بينها يكون شيئا يسيرا ونزرا قليلا، وما من موضع شير إلا وفيه ملك ساجد أو راكع أو قائم وله زجل بالتسبيح والتهليل، ثم هؤلاء في مقابلة الذين يحولون حول العرش كالقطرة من البحر ولا يعلم عددهم إلا الله تعالى. (٢)

وقال وهب بن منبه - رضي الله عنه -: قوائم العرش ثلاثمائة وست وستون قائمة، وبين كل قائمة وقائمة ستون ألف صحراء، وفي كل صحراء ستون ألف عالم، وكل عالم قدر الثقلين. (٣)

وقد ذكر قصة هاروت وماروت وقال: ذكرها المنذري في شرب الخمر وقال في حديثها: رواه أحمد وابن حبان في صحيحه من طريق زهير بن محمد وقد قيل إن الصحيح وقفه على كعب وقال ابن حجر: قصة هاروت وماروت بسند حسن خلافا لمن زعم بطلانها كعياض ومن تبعه. (٤)

ثم قال فإن قلت: الملائكة معصومون فكيف يصح هذا مع هاروت وماروت قلنا: لما ركب الله فيما الشهوة انتسخا من حكم الملائكة لحكم البشرية ابتلاء من الله تعالى لهما فلم يبق لهما حكم الملائكة من العصمة. (٥)


(١) وانظر في الإسرائيليات أيضا ص: ٣٩، ١١٢.
(٢) ص: ٨.
(٣) ص: ٩.
(٤) ص: ٨٧.
(٥) ص: ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>