للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المنهج العام للتفسير]

إن تفسير البيان والتحصيل تفسير متسع للقرآن جمع فيه مؤلفه المشكلات بين

تفسيري ابن عطية والزمخشري ومن الأمثلة على نقله عنهما قوله:

قال تعالى {لما أنزلت إلي من خير فقير} (١) قال ابن عطية: اتفق جميع المفسرين على أنه طلب في هذا المقام مايأكله ولم يصرح بذلك ... (٢)

قال الزمخشري: فإن قلت كيف ساغ لنبي الله شعيب أن يرضى لابنتيه بسقي الماشية؟ قلت: الأمر في نفسه ليس بمحظور، فالدين لا يأباه، وأما المروءة فالناس مختلفون في ذلك والعادات متباينة فيه، وأحوال العرب فيه خلاف أحوال العجم ومذهب أهل البدو فيه غير مذهب أهل الحضر خصوصا إذا كانت الحالة حالة ضرورة (٣).

وهو يعتبر تفسيرا جامعا يقطتف من كل بستان زهرة دون تركيز على اتجاه معين وإن ظهر منه شيء من الاستطراد في بعض الفقهيات.

وهو يبدأ بقوله سورة كذا ثم يذكر جملة من آياتها ثم يشرع في التفسير وذلك مثل قوله:

سورة العنكبوت مكية

قوله: {الم أحسب الناس أن يتركوا} (٤) إلى أول الحزب ... الخ

[المنهج التفصيلي للمؤلف]

أولا:

لا يهتم بعد الآي ولا بالوقوف ولا المناسبات ويبدأ التفسير بقوله سورة كذا ويذكر مكية أم مدنية ومن ذلك قوله:

تفسير سورة القتال ...

اختلفوا هل هي مكية أو مدنية فقال مجاهد: مدنية، وقال الضحاك: مكية وهو قول ابن جبير كذا نقله الزمخشري وقال ابن عطية: هي مدنية بإجماع غير أن بعض الناس قال في قوله تعالى {وكأين من قرية} (٥) أنها نزلت بمكة في وقت دخول النبي عليه السلام عام الفتح أو سنة الحديبية وما كان مثل هذا فهو معدود في المدني لأن المراعاة في ذلك إنما هو ما كان قبل الهجرة أو بعدها (٦).


(١) القصص: ٢٤.
(٢) المحرر الوجيز ٤/ ٢٨٤، ولفظه: ولم يصرح بالسؤال هكذا روى جميع المفسرين أنه طلب.
(٣) الكشاف ٣/ ١٧١ وفيه: ... لنبي الله الذي هو شعيب عليه السلام.
(٤) العنكبوت: ١ - ٢.
(٥) محمد: ١٣.
(٦) انظر المذاهب الثلاثة في اعتبار المكي والمدني في الإتقان ١/ ١١ - ١٢ والذي ذكره ابن عطية هو المشهور وقد ذكر السيوطي عن يحيى بن سلام المغربي قوله: مانزل بمكة وما نزل في طريق المدينة قبل أن يبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة فهو من المكي، وما نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - في أسفاره بعد ماقدم المدينة فهو من المدني.

<<  <  ج: ص:  >  >>