للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الداوودي: كان إماما عالما عاملا، فقيها حافظا، عالما بالتفسير والأحكام، بصيرا بالحديث، عالما بالرأي، ورعا زاهدا، متقشفا قانعا باليسير، مجاب الدعوة، وله معرفة باللغة والأدب. (١)

وعرض عليه السلطان الشورى فامتنع

تفقه بالأصيلي، وأبي عمر ابن المكوي وغيرهما، وسمع الحديث من أبي عيسى، والقلعي، وابن عون الله وغيرهم.

رحل إلى المشرق وحج وسمع بمصر من الحسن بن رشيق وغيره، وأخذ عن ابن أبي زيد القيرواني جملة من تواليفه.

روى عنه ابن عتاب، وابن عبد البر، وابن الطبني وغيرهم.

أقبل على نشر العلم وإقراء القرآن

امتحن بالبرابرة في الفتنة، أيام ظهورهم على قرطبة، محنة أودت بحاله، وقدحت في خاطره، فعراه طيف خيال يغشاه ولا يؤذيه.

مات في رجب سنة ثلاث عشرة وأربع مائة.

له:

مختصر تفسير القرآن ليحيى بن سلام.

وله أيضا:

شرح الموطأ، مختصر وثائق ابن الهندي

٣٢ - عبد الرحمن بن موسى الهواري أبو موسى الأستاجي (٢)

من أهل أستجة الواقعة في الجنوب الغربي من قرطبة

رحل إلى المشرق في أول خلافة الإمام عبد الرحمن بن معاوية فلقي مالك بن أنس وسفيان بن عيينة ونظرائهما من الأئمة ولقي الأصمعي وأبا زيد الأنصاري وغيرهما من رواة الغريب وداخل العرب وتردد في محالها.

قدم الأندلس صادرا من سفره فعطب ببحر تدمير فذهبت كتبه ولما قدم أستجة أتاه أهلها يهنئونه بقدومه ويعزونه عن ذهاب كتبه فقال لهم: ذهب الخرج وبقي الدرج. يعني مافي صدره.

قال ابن الفرضي: كان فصيحا ضربا من الأعراب وكان حافظا للفقه والتفسير والقراءات. (٣)

وكان أبو موسى إذا قدم قرطبة لم يفت يحيى ولا


(١) طبقات المفسرين ١/ ٢٩٣.
(٢) مصادر ترجمته: معجم المفسرين ١/ ٢٧٩، طبقات المفسرين للداوودي ١/ ٢٩١، المدرسة القرآنية في المغرب ١/ ١٣٨، تاريخ علماء الأندلس ٧٧٨، معجم المؤلفين ٢/ ١٢٤، هدية العارفين ١/ ٥١٢، بغية الوعاة ٣٠٣، إيضاح المكنون ١/ ٣١٠، طبقات النحويين واللغويين للزبيدي ١/ ٢٧٥، ترتيب المدارك ٣/ ٣٤٣، الديباج ١٤٨.
(٣) تاريخ علماء الأندلس ٧٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>