للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحسن وغيرهما أن الماعون: هو الزكاة، وعن ابن المسيب أنه المال بلغة قريش. وعن ابن مسعود وابن عباس وغيرهما: ما يتداوله الناس نحو الفأس والقدر (١).

قوله تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون} (٢)

عن ابن عباس وغيره: سمي صلصالا لأنه يصلصل أي يصوت.

مجاهد: هو مثل الخزف الذي يصلصل وعنه أيضا: هو المنتن (٣).

وربما تعرض المهدوي إلى نقد بعض الآثار والتعليق عليها قال في تفسير قوله سبحانه {فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين} (٤): إن مجاهدا خالف جميع من سبقه من أهل التفسير عندما ذهب إلى القول بعدم المسخ المادي، وتأول ذلك بأن المراد هو المسخ لقلوبهم، وظاهر الآية يشير إلى المسخ بدون تأويل وهذا ما يستفاد من تفسير ابن عباس الذي روي عنه أنهم مسخوا قردة فأقاموا ثلاثة أيام ثم ماتوا (٥).

[سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات]

يلاحظ أن المهدوي يهتم بذكر حوادث السيرة وبعض التفاصيل الدقيقة للغزوات أثناء تفسيره ومن ذلك ماجاء في قوله تعالى {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} (٦) قال: يعني بيعة الرضوان التي كانت في الحديبية بايع المسلمون النبي - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة على الموت، وكانوا ألفا وستمائة وقيل فيما زاد على الألف: إنه خمسمائة، وقيل: ثلاثمائة، وعن ابن عباس: ألف وخمسمائة وعشرون. ثم نقل الأخبار في تعيين الفتح القريب في قوله تعالى {وأثابهم فتحًا قريبا} (٧)، يعني فتح خيبر، عن أبي ليلى وغيره، وقيل: هو فتح مكة (٨).

وفي قوله تعالى {كمن مثله في الظلمات} (٩)

قال: روي أن أبا جهل رمى النبي - صلى الله عليه وسلم - بفرث فأُخبر بذلك حمزة قبل إسلامه فغضب للنبي - صلى الله عليه وسلم - فمر أبا جهل فعلاه بقوس كان في يده وأسلم حمزة - رضي الله عنه - ونزلت الآية في ذلك.

وقد تقدم في أسباب النزول طرف مما يتعلق بالسيرة أيضًا.


(١) التحصيل ٤/ ٢١٢.
(٢) الحجر: ٢٦.
(٣) التحصيل ٢/ ١٦٢.
(٤) البقرة: ٦٥.
(٥) التحصيل ١/ ٣٩.
(٦) الفتح: ١٨.
(٧) الفتح: ١٨.
(٨) التحصيل ٤/ ٨٨.
(٩) الأنعام: ١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>