للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن تحريره لبعض المسائل التاريخية قوله: ذهب الشيخ محمد الطاهر بن عاشور صاحب تفسير التحرير والتنوير إلى أن القائل لبني إسرائيل: {ادخلوا هذه القرية} (١)

الآية هو موسى عليه السلام وأنه أرسل جواسيس يكتشفون أمر العدو ويقدرون قوته قبل إعلان الحرب عليهم فرجعوا وهم يهولون من شأن العدو وقوته وينشرون الفزع والرعب في بني إسرائيل ما عدا اثنين منهم وهما: يوشع بن نون قريب موسى، وطالب بن قته الذين ذكرا في سورة المائدة {قال رجلان} (٢) الآية وخالف في هذا جمهور المفسرين وادعى الغلط لهم، وما حمله على ذلك سوى أن السياق ما زال مع موسى وقومه مع أن الله تعالى لم يذكر موسى بل قال: {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية} (٣) والرسول - صلى الله عليه وسلم - في حديث البخاري قال: قيل لبني إسرائيل. ولم يقل: قال موسى لبني إسرائيل ونص الحديث: " قيل لبنى إسرائيل: ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة يغفر لكم خطاياكم فبدلوا وقالوا: حنطة حبة في شعرة " (٤). والآمر لهم حقيقة هو الله تعالى على لسان يوشع، إذ هو الذي قاد الحملة ونصره الله، ودخل بيت المقدس، وأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - شاهدة. (٥)

[سابعا: موقفه من الإسرائيليات]

تقدم ما ذكره المصنف في المقدمة عن موقفه من الإسرائيليات لكنه لم يلتزم به وذكر منها طرفا في الحاشية ومن ذلك:

قوله: اشتهر بين علماء السلف أن ما تتلوه الشياطين على عهد سليمان كان سببه أن مردة من الشياطين كتبوا كتابا ضمنوه الكثير من ضروب السحر والشعوذة والأباطيل ونسبوه إلى كاتب سليمان - وهو آصف - ودفنوه تحت كرسي سليمان حين ابتلي بنزع ملكه، ولما مات سليمان أخرج الكتاب شياطين الجن بالتعاون مع شياطين الإنس، وأعلنوا في الناس أن سليمان كان ساحرا، وما غلب الجن والإنس إلا بالسحر فصدقهم أناس وكذب آخرون، ولما بعث محمد - صلى الله عليه وسلم - وكفر به اليهود وتنكروا للتوراة لاتفاقها مع القرآن أنزل الله تعالى قوله {واتبعوا ما تتلوا الشياطين} (٦) فبرأ سليمان وكفر اليهود.


(١) البقرة: ٥٨.
(٢) المائدة: ٢٣.
(٣) البقرة: ٥٨.
(٤) سبق تخريجه ص: ٧٢٦.
(٥) ١/ ٥٨.
(٦) البقرة: ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>