للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي تفسير قوله {ليس البر أن تولوا وجوهكم} (١)، يعرض ابن عرفة روايتين

حول الخطاب، أولاهما بأنه للمؤمنين، وهو مانقله ابن عطية عن ابن عباس وعن مجاهد ومعناه: أيه المؤمنون ليس البر أن تكتفوا بالصلاة ...

وثاني الروايتين تجعل الخطاب لليهود والنصارى وهذا مروي عن قتادة والربيع. (٢)

[سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات]

وهو يتعرض للسيرة ضمن حديثه عن أسباب النزول وغيرها ومن ذلك:

قوله تحت آية {إن الذين كفروا سواء عليهم} (٣): قال ابن عطية: وقال الربيع ابن أنس: إن الآية نزلت في قادة الأحزاب وهم أهل القليب. وأهل القليب ببدر.

قال ابن عرفة: وهو الصحيح فإن غزوة الأحزاب متأخرة عن بدر وأهل القليب ببدر قتلوا فلم يبق منهم أحد للأحزاب.

قال ابن عرفة: إلا أن يريد بالأحزاب الجماعة ولا يريد بهم الغزوة. (٤)

وقوله في الآية {ومنهم من يستمع إليك} (٥)، قال الزمخشري: سبب نزولها أن أبا سفيان والوليد والنضر وعتبة وشيبة وأبا جهل، استمعوا قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا للنضر: ياأبا قتيلة مايقول محمد؟ فقال: والذي جعلها بيته - يعني الكعبة - ماأدري مايقول محمد، إلا أنه يحرك لسانه ويقول أساطير الأولين. فقال أبو سفيان: إني لأراه حقا، فقال أبو جهل: كلا فنزلت الآية. (٦)

[سابعا: موقفه من الإسرائيليات]

لا يلاحظ على تفسير ابن عرفة اهتمام كبير بها، ولعل ذلك لما سبق ذكره من كون التفسير عبارة عن تقييدات للمجالس وليس تفسيرا متكاملا، ويتضح مما هنا أن ابن عرفة ممن يقف منها موقف الناقد كعادته.

ففي قوله تعالى {ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات} (٧)

قيل لابن


(١) البقرة: ١٧٦.
(٢) ق: ٤٠.
(٣) البقرة: ٦.
(٤) تفسير ابن عرفة ١/ ١١٧.
(٥) الأنعام: ٢٥.
(٦) ق: ١٢٦.
(٧) البقرة: ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>