للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يغفل المأثور ويهتم بالقراءات. وطريقة مؤلفه فيه أن يذكر مقطعا من السورة ثم بشرع في تفسيره مبتدئا بذكر المناسبة ثم لغويات المقطع ثم التفسير الإجمالي ويتعرض فيه للقراءات والفقهيات وغيرها.

وهو يقدم عرضا تفصيليا لما في السورة ويتحدث عن ارتباط آياتها. (١)

[المنهج التفصيلي للمؤلف]

[أولا: أسماء السور وعدد الآيات والوقوف وبيان المناسبات]

لقد أفرد ابن عاشور المقدمة الثامنة من مقدماته وجعلها في اسم القرآن وآياته وسوره وترتيبها وأسمائها.

ثم هو يتعرض أثناء التفسير لأسماء السور ومن ذلك في سورة الفاتحة إذ يقول: سورة الفاتحة من السور ذات الأسماء الكثيرة. أنهاها صاحب الإتقان إلى نيف وعشرين بين ألقاب وصفات وجرت على ألسنة القراء من عهد السلف، ولم يثبت في السنة الصحيحة والمأثور من أسمائها إلا فاتحة الكتاب، والسبع المثاني، وأم القرآن، أو أم الكتاب، فلنقتصر على بيان هذه الأسماء الثلاثة. (٢)

ومما قاله في تقديمه لكتابه: واهتممت أيضًا ببيان تناسب اتصال الآي بعضها ببعض وبين أن البحث عن تناسب مواقع السور ليس حقًا على المفسر.

ويتعرض لمكية السور ومدنيتها وترتيب نزولها كما في الفاتحة والبقرة وغيرهما. (٣)

وفي ترتيب النزول جاء قوله:

تحير المفسرون في محل هاته الحروف الواقعة في أول هاته السور، وفي فواتح سور أخرى عدة جميعها تسع وعشرون سورة ومعظمها في السور المكية، وكان بعضها في ثاني سورة نزلت وهى {ن والقلم} (٤) وأخلق بها أن تكون مثار حيرة ومصدر أقوال متعددة وأبحاث كثيرة (٥).

وعند النظر لأول وهلة يتبين أن تحديد المصنف لتلك السورة بأنها ثاني سورة نزلت ليس بصحيح فإن أولى السور نزولا هي العلق ثم


(١) انظر كمثال١/ ١ / ٢٠٣.
(٢) ١/ ١٣١، وانظر أيضا في أسماء السور١/ ١ / ٢٠١.
(٣) انظر١/ ١٣٥ - ٢٠٢.
(٤) القلم: ١.
(٥) ١/ ١ / ٢٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>