للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنهج العام للتفسير: (١)

لا شك أن منهج هذا التفسير أثري إذ كان مختصرا لتفسير ابن سلام كما قدمت، لذا فمنهجه هو نفس منهج ابن سلام (٢)، لا يختلف عنه إلا في تدخل هود في المواضع التي يريد فيها تأييد مذهبه اعتقادا وفقها.

والملاحظ على هذا التفسير أنه ينتقل كثيرًا عن علماء الإباضية في روايات كثيرة جاءت منسوبة إلى جابر بن زيد وإلى عبيدة بن مسلم خاصة وإلى عامة علماء الإباضية وفقهائهم الذين يصفهم بقوله أصحابنا. (٣)

[المنهج التفصيلي للمؤلف:]

وأما في تفصيل المنهج الذي سار عليه هود فسأكتفي بقليل من الأمثلة لأنه هو نفسه منهج ابن سلام (٤)، إلا أنني سوف أركز على مفارقته لمنهج ابن سلام لاختلافهما في العقيدة، ولكون هذه النقطة هي التي نقلت تفسير هود بن محكم من مصاف التفاسير الأثرية السلفية إلى التفاسير المذمومة التي يجب التحذير منها وإظهار عوارها.

وقد قدم المؤلف لكتابه بمقدمة حوت بعضًا من علوم القرآن وقد فقد أولها لأن المخطوطات الموجودة اتفقت على عدم وجود بداية المقدمة مثل أول ما نزل وآخر ما نزل ونزول القرآن على سبعة أحرف وقراء القرآن في عهده - صلى الله عليه وسلم - وعدد سور القرآن والمكي والمدني وفي القول في القرآن بغير علم وما يلزم من تكلم في التفسير من علوم وفضل ابن عباس في التفسير.

ويورد في ذلك كله آثارا فقط يبدؤها بقوله ذكروا، ذكروا ويسندها لصاحبها بدون ذكر سنده إليه (٥) ومن ذلك قوله:

ذكروا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا لابن عباس: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" (٦).

وهذا هو منهجه في سائر الكتاب.


(١) تكلم عن منهج هود في تفسيره بالحاج شريفي في تقديمه للكتاب ١/ ٣٢ - ٣٨.
(٢) انظر دراسة تفسير ابن سلام المتقدمة ص: ٦١٩.
(٣) انظر المقدمة ١/ ٢١.
(٤) ينظر ص: ٦٢٠ - ٦٤٤ من الرسالة.
(٥) ١/ ٦١ - ٧٢.
(٦) سبق تخريجه في ترجمة ابن عباس في الوافدين على المنطقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>