للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما يلحظ في هذا التفسير استخدام اسم الحق لله سبحانه وتعالى عند الكلام على التفسير سواء في الظاهر وفي الباطن وأخشى أن يكون ذلك تأثرًا بالاتحادية الصوفية فإنهم يعتبرون أن كل ما في الوجود باطل والحق هو الله وحده ولم ألحظ استخدام هذا الاسم من أحد المفسرين المتقدمين. (١)

وهو يقول بأن الإنسان خليفة لله في الأرض فيقول في قوله تعالى: {إني جاعل في الأرض خليفة} (٢): يخلفني في أرضي وتنفيذ أحكامي. (٣)

وانظر في وحدة الوجود (٤) وذكره الشعر في ذلك. (٥)

ومن غلوه في طريقته يقول تحت قوله تعالى {لتكونوا شهداء على الناس} (٦):

ثم إن العلماء بأحكام الله، إذا لم يحصل لهم الكشف عن ذات الله يكونون حجة على العامة يشهدون على الناس، والأولياء يشهدون على العلماء فيزكون من يستحق التزكية، ويردون من لا يستحقها لأن العارفين بالله عالمون بمقامات العلماء أهل الظاهر. لا يخفي عليهم شيء من أحوالهم ومقاماتهم بخلاف العلماء لا يعرفون مقامات الأولياء ولا يشمون لها رائحة كما قال القائل:

تركنا البحور الزاخرات وراءنا ... فمن أين يدري الناس أين توجهنا. (٧)

وله ردود سريعة على بعض الفرق ومن ذلك:

قوله في {إياك نعبد وإياك نستعين} (٨) قال: قال ابن جزي: أي نطلب العون منك على العبادة وعلى جميع أمورنا فهذا دليل على بطلان قول القدرية والجبرية وأن الحق بين ذلك. (٩)

ويقول: أما القرآن العظيم فلا بد من الإيمان أنه منزل على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - فمن اعتقد أنه منزل على غيره كالروافص فإنه كافر بالإجماع (١٠).

[ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن]

ومن تفسيره القرآن بالقرآن وهو قليل قوله:

{فتلقى} (١١) أي


(١) انظر كمثال: ص: ٨، ٩، ١٢، ١٣، ٢٨، ٢٩.
(٢) البقرة: ٣٠.
(٣) ص: ٤٠.
(٤) ص: ٩٧.
(٥) ص: ٩٨.
(٦) البقرة: ١٤٣.
(٧) ص: ١١٦.
(٨) الفاتحة: ٤.
(٩) ص: ١٢.
(١٠) ص: ٢٤.
(١١) البقرة: ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>