للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الفضول اللغوي ما ذكره تحت قوله تعالى {وإذ قالت الملائكة يا مريم} (١) قال: فصل: أبو عبيدة يقول أن "إذ" و "إذا" من الكلمات التي تزاد صلة ... فذكر فصلاً مستقلاً في ذلك.

وبعد أن ذكر حديث هرقل وكتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - له قال: تفسير ألفاظ من هذا الحديث ... فذكر حوالي ست صفحات في تفسير بعض ألفاظه.

تاسعا: موقفه من القراءات (٢):

المصنف من المهتمين بالقراءات وتوجيهها وكما قدمنا نجده يفرد بابا للقراءات فيقول:

ذكر القراءات

فيتكلم عنها وعن توجيهها، وقد بين شيئا من منهجه في ذلك فقال عند قوله تعالى {بارئكم} (٣):

ولم أتعرض في هذا الكتاب غالبا لبيان أصولهم في التغليظ والترقيق والإدغام والإظهار والغنة والهمز والمد والإضجاع والوقف وإنما أودعته مالا يسع المفسر الجهل به في التلاوة. أ. هـ

وليس الأمر كما قال، فقد استفاض في أمور يسع المفسر جهلها لعدم تعلقها بمعاني القرآن البتة وسوف يأتي شيء من ذلك.

قال: قرأ قنبل عن ابن كثير {السراط} (٤) و {سراط} (٥) بالسين حيث كان وقرأ خلف عن سليم عن حمزة بإشمام الزاي حيث كان، ووافقه خلاد عن سليم عن حمزة، وقرأ الباقون بالصاد المحضة حيث كان.

وقال: قرأ حمزة وحده {عليهم} (٦) و {إليهم} (٧) و {لديهم} (٨) بضم الهاء منهن خاصة حيث كن وبكسر الهاء من غيرهن ... قال الفراء: لأن الأصل في هذه الهاء من عليهم وإليهم ولديهم؛ الضم في قولك: هم. وهذا صحيح لكن تلزم المحافظة على ذلك فيما أشبه هذه الكلمات ... وذكر فصلا طويلا

وتكلم عن الحروف المقطعة في أول سورة البقرة وسكت يزيد بن القعقاع عليها وأردف ذلك بتوجيه القراءات الواردة في هذه الآيات.

ويقول:

قرأ اليزيدي عن أبي عمرو {بارئكم} (٩)


(١) آل عمران: ٤٢.
(٢) انظر: ابن ظفر الصقلي ص: ١٦٥ - ١٧٨.
(٣) البقرة: ٥٤.
(٤) الفاتحة: ٦.
(٥) الفاتحة: ٧.
(٦) الفاتحة: ٧.
(٧) المائدة: ٦٦.
(٨) آل عمران: ٤٤.
(٩) البقرة: ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>