للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقلما تخلو صفحة من بيت شعر أو أكثر، ومن ذلك قوله:

وسمي الدعاء عبادة لتذلل الداعي، والطريق المعبد هو الذي ذلل بالوطىء، والإبل إذا جربت عبدت جلودها بالهناء (١) قال الشاعر:

. . . . . . . . ... وأقردت أقراد البعير المعبد

وقوله:

وأصل {نستعين} نستعون أي نسأل العون فنقلت كسرة الواو إلى العين فسكنت الواو وانقلبت لسكونها وانكسار ما قبلها ياء.

ويقول: ومن صنوف الفصاحة تقلب وجه الخطاب بين لفظي الغيبة والحضور قال الشاعر:

يالهف نفسي كان جدة خالد ... وبياض وجهك للتراب الأعفر

وأطال في بيان لغويات الهدى واستشهد لبعض معانيه بقول الشاعر:

. . . . . . . . ... وهادية الصوار قوامها

قال: والصوار القطيع من بقر الوحش

ويقول: وقال جرير:

أمير المؤمنين على صراط ... إذا اعوج الموراد مستقيم

ومن ذلك قوله في معنى "آمين":

يارب لا تسلبني حبها أبدا ... ويرحم الله عبدا قال آمينا

وهو يكثر من الرجز كقوله في تفسير {رزقوا منها من ثمرة رزقا} (٢):

شبهت بالفاروق فافرق فرقه ... وارزق عيال المسلمين رزقه

وقد تكلم عن الحروف التي في أوائل السور وعن موقعها من الإعراب وفائدتها في بداية سورة البقرة.

ومن كلامه عن وقوع المعرب في القرآن قال:

{والقناطير المقنطرة} (٣) والقناطير جمع قنطار، فزعموا أنه بلسان الروم: ألف دينار، ولا ينكر توافر اللغتين في كلمات، ولا أعتقد أن في القرآن كلمة فما فوقها ليست عربية سوى الأسماء الأعلام العجمية، وإن صح أن العرب نطقت بكلمات من غير لغتها وفشا استعمالهم إياها فقد صارت بذلك الاستعمال الفاشي كلاما للعرب.


(١) الهِناء: القطران تقول هَنأت البعير بالفتح أهنؤه إذا طليته بالهناء (لسان العرب ٦/ ٤٧٠٨).
(٢) البقرة: ٢٥.
(٣) آل عمران: ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>