للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تاسعا: موقفه من القراءات]

وهو يهتم بذكر القراءات المتواترة وتوجيهها وإعرابها ولا يذكر الشواذ وجل اعتماده في ذلك على ابن عطية والسفاقسي ومن ذلك قوله:

وقرأ ابن كثير وغيره: {ونكفر} بالنون ورفع الراء، وقرأ ابن عامر: {ويكفر} بالياء ورفع الراء، وقرأ نافع وغيره: {ونكفر} بالنون والجزم. فأما رفع الراء فهو على وجهين؛ أحدهما: أن يكون الفعل خبر ابتداء، تقديره: ونحن نكفر، أو والله يكفر، والثاني: القطع والاستئناف، والواو لعطف جملة على جملة، والجزم في الراء أفصح هذه القراءات، لأنها تؤذن بدخول التكفير في الجزاء وكونه مشروطًا إن وقع الإخفاء، وإما رفع الراء فليس فيه هذا المعنى. (١)

وقال أيضا: وقرأ ابن عامر {هو مولاها} (٢) (٣)

وقوله: {والأرحام} (٤) أي واتقوا الأرحام. وقرأ حمزة {والأرحام} بالخفض عطفًا على الضمير كقولهم: أسألك بالله وبالرحم، قاله مجاهد وغيره.

قال (ع) وهذه القراءة عند نحاة البصرة لا تجوز، لأنه لا يجوز عندهم أن يعطف ظاهر على مضمر مخفوض إلا في ضرورة الشعر كقوله:

فاذهب فما بك والأيام من عجب

لأن الضمير المخفوض لا ينفصل، فهو كحرف من الكلمة، ولا يعطف على حرف، واستسهل بعض النحاة هذه القراءة. انتهى كلام (ع)

قال (ص:): والصحيح جواز العطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار، كمذهب الكوفيين، ولاترد القراءة المتواترة بمثل مذهب البصريين، قال: وقد أمعنا الكلام عليه في قوله تعالى: {وكفر به والمسجد الحرام} (٥) انتهى وهو حسن، ونحوه للإمام الفخر. (٦)


(١) الجواهر١/ ٢٦٤.
(٢) البقرة: ١٤٨ وقراءة ابن عامر بفتح اللام وألف بعدها اسم مفعول، والباقون بكسر اللام وياء بعدها اسم فاعل. انظر إتحاف فضلاء البشر ص: ١٥٠.
(٣) الجواهر١/ ١٤٦.
(٤) النساء: ١.
(٥) البقرة: ٢١٧.
(٦) الجواهر١/ ٣٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>