للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{الربا} (١): قال: هو الزيادة، مأخوذ من ربا يربوا إذا نما وزاد عل ما كان وغالبه ماكانت العرب تفعله من قولها للغريم: أتقضي أم تربي؟ فكان الغريم يزيد في عدد المال ويصبر الطالب عليه. (٢)

وهو يتعرض للإعراب والنحو:

ومن ذلك قوله:

{من سيئاتكم} (٣) للتبعيض المحض لا أنها زائدة كما زعم قوم. (٤)

{كلوا مما في الأرض حلالا طيبا} (٥) الخطاب عام و {ما} بمعنى: الذي، و {حلالا} حال من الضمير العائد على {ما} و {طيبا} نعت، ويصح أن يكون حالاً من الضمير في {كلوا} تقديره مستطيبين.

ومن النكات التفسيرية قوله:

{عرضها السموات والأرض} (٦): وخص العرض بالذكر لأنه يدل متى ما ذكر على الطول، والطول إذا ذكر لايدل على قدر العرض، بل قد يكون الطويل يسير العرض، كالخيط ونحوه.

{ليغيظ بهم الكفار} (٧): والغيظ أصل الغضب، وكثيرًا مايتلازمان، ولذلك فسر بعض الناس الغيظ بالغضب، وليس تحرير الأمر كذلك، بل الغيظ حال للنفس لا تظهر على الجوارح، والغضب حال لها تظهر في الجوارح وفعلٍ ما، ولابد، ولهذا جاز إسناد الغضب إلى الله سبحانه، إذ هو عبارة عن أفعاله في المغضوب عليهم، ولا يسند إليه تعالى الغيظ.

وهو يقدم الحقيقة على المجاز في التفسير فيقول: " حمل اللفظ على حقيقته أولى إن لم يمنع مانع " (٨)

وهو لايكثر من الشعر:

ومن مواضع استدلاله به قوله تحت قوله تعالى {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله} (٩):

ثم قال تعالى تسلية للمؤمنين {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله} والأسوة مسلاة للبشر ومنه قول الخنساء:

ولولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي

وما يبكون مثل أخي ولكن ... أعزي النفس عنه بالتأسي (١٠)


(١) البقرة ٢٧٥.
(٢) الجواهر١/ ٢٦٩.
(٣) البقرة: ٢٧١.
(٤) الجواهر١/ ٢٦٤.
(٥) البقرة: ١٦٨.
(٦) آل عمران: ١٣٣.
(٧) الفتح: ٢٩.
(٨) الجواهر ٣/ ١٢٤.
(٩) آل عمران: ١٤٠.
(١٠) الجواهر١/ ٤٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>