للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعضها فلم يفعله يصدق عليه أنه مرتد عن دينه، وأنه غير مسلم فلذلك قال:

فيمت وهو كافر (١).

[ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن]

وابن عرفة ممن يهتم بهذا الجانب من التفسير ومن ذلك قوله: {يسبحون الليل والنهار لايفترون} (٢) معناه: لايفترون من العبادة وفي آية أخرى {والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض} (٣) (٤)

وهو يجمع بين الآية التي يفسرها مع آية أخرى استعملت فيها نفس اللفظة ليبين أن المعاني القرآنية متناسقة وأن الألفاظ التي تدل عليها متآلفة، يقول عند تفسير قوله تعالى {قل هو أذى} (٥)، وقال تعالى {لن يضروكم إلا أذى} (٦)، والجامع أن الأذى: هو الأمر المؤلم الذي يقصد إماطته وأتى هنا بالحكم مقرونا بعلته ونصوا على أن الأصل تقديم العلة على المعلول كهذه الآية. وكقولك: سهى فسجد وزنى فرجم (٧).

ويحلل تقديم الصغير على الكبير في قوله تعالى {ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرًا أو كبيرًا إلى أجله} (٨)، بخشية التهاون به والتفريط فيه، واستدل بقوله تعالى {لايغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} (٩)، وقوله: {من بعد وصية يوصى بها أو دين} (١٠)، وقوله {فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة} (١١) (١٢).

ومن الأمثلة أيضا مايأتي في الفقرة التالية.

[رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة]

ويتعرض ابن عرفة لتفسير القرآن بالحديث، كما في قوله تعالى {لاإكراه في الدين ..} (١٣) حيث قال: فالدين هنا عام، خصص بقوله سبحانه {إن الدين عند الله الإسلام} (١٤)، ووقع تفصيله وزيادة


(١) ق: ٥١.
(٢) الأنبياء: ٢٠.
(٣) الشورى: ٥.
(٤) تقييد البسيلي.
(٥) البقرة: ٢٢٢.
(٦) آل عمران: ١١١.
(٧) ق: ٥٣.
(٨) البقرة: ٢٨٢.
(٩) الكهف: ٤٩.
(١٠) النساء: ١٢.
(١١) النساء: ٩٢.
(١٢) ق: ٦٧.
(١٣) البقرة: ٢٥٦.
(١٤) آل عمران ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>