للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيانه بقوله - صلى الله عليه وسلم - "أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ". (١)

كما ذكر في تفسير قوله تعالى: {وذلك جزاء المحسنين} (٢)، أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فسر الإحسان في حديث القدر بقوله: "هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" (٣) ثم أوضح أن الحديث أخص مما جاء في قوله تعالى بيانًا لمعنى المحسنين {هدىً ورحمة للمحسنين، الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون} (٤). (٥)

وفي تفسير قوله تعالى: {الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم} (٦)، يذكر تفسيره لمعنى

الظن الذي يراه مصروفًا لزمن ملاقاة الله، أي أن هؤلاء يستحضرون الموت، ويظنونه واقعا عليهم في كل حين، ثم يواصل شرح الآية بما نقله القشيري من أن أبا بكر وعمر جلسا ذات يوم مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: إني إذا أصبحت لا أدري هل أمسي أم لا؟. وقال عمر - رضي الله عنه -: إذا أمسيت لا أدري هل أصبح أم لا؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "وإذا صعد النفس لاأدري هل أرده أم لا؟ " (٧)

وهذا المثال دليل على عدم تدقيقه في صحة الرواية أم عدم صحتها.

أما أسباب النزول فهو يتعرض لها ومن ذلك:

قوله تعالى {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ...} (٨)

قال: كانوا إذا حجوا واعتمروا يلتزمون أن لايحول بينهم وبين السماء شيء فيدخلون بيوتهم من


(١) ق: ٦٢ والحديث أخرجه ضمن حديث طويل عن أبي هريرة: البخاري - كتاب الإيمان - باب سؤال جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان ١/ ١١٥، ومسلم - كتاب الإيمان - باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان ١/ ٣٩ - ٤٠.
(٢) المائدة: ٨٥.
(٣) انظر الحديث السابق.
(٤) لقمان: ٣ - ٤.
(٥) ق: ١٢١.
(٦) البقرة: ٤٦.
(٧) ق: ١٥، وذكر الغزالي رواية عن أبي سعيد الخدري مرفوعا في معنى هذا الحديث ولفظها: " ... ولا رفعت طرفي فظننت أني واضعه حتى أقبض ... " وهو حديث طويل أخرجه ابن أبي الدنيا في قصر الأمل والطبراني وغيرهما وقال العراقي: إسناده ضعيف (انظر: الإحياء مع المغني عن حمل الأسفار ٤/ ٤٣٧) وهذا الحديث لم أقف له على أصل صحيح أو ضعيف أو موضوع.
(٨) البقرة: ١٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>