للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهمزة وعوض منها الألف واللام، ولزمتا للتعظيم.

وقيل: أصله لاه. دخلت الألف واللام ولزمتا للتعظيم، ووجب الإدغام لسكون الأول من المثلين. ودل على ذلك قولهم: لهي أبوك، يريدون: لله أبوك ... ويدل عليها أيضًا قوله: لاه ابن عمك. يريد: لله.

وذكر الزجاج في بعض أماليه عن الخليل: أن أصله: ولاه، ثم أبدل من الواو همزة كإشاح ووشاح. والألف في لاه منقلبة عن ياء دل على ذلك قولهم: لهي أبوك. فظهرت الياء عوضًا من الألف تدل على أن أصل الألف الياء. وختم كلامه عن هذه الثلاثة بالتنبيه على القياس على ذلك فيما يغفله بعد من الأشباه والنظائر فقال: وإنما أشبعنا الكلام في هذين الاسمين لقياس عليهما شبههما مما لعلنا نغفله. وكذلك نغفل في كل ماهو مثل هذا.

وفي مشكل إعراب سورة الفاتحة:

تكلم عن كلمة سورة واشتقاقها ومعاني كل، ثم عن كلمة الحمد وسبب رفعها وتعلق اللام في قوله: لله. ثم تكلم عن كلمة: إياك فأطال في بيان مشكل إعرابها.

وفي مشكل إعراب سورة الكوثر قال:

قوله تعالى: {إنا أعطيناك} (١) أصل إنا: إننا. فحذفت إحدى النونات لاجتماع الأمثال، والمحذوف هي الثانية بدلالة جواز حذفها في أن تقول: إن زيدًا لقائم، فحذفت الثانية وتبقى الأولى على سكونها ساكنة. ولو كانت المحذوفة هي الأولى لبقيت الثانية متحركة، لأنها كانت كذلك قبل الحذف، ولا يجوز حذف الثانية لأنها من الاسم.

[تاسعا: موقفه من القراءات]

لقد وقع حسن فرحات في خلل في دراسته حيث أغفل جانب القراءات في تفسير مكي مع أهميته القصوى واهتمامه بها وبتوجيهها على الرغم من حديثه عن القراءات عند مكي من خلال كتبه الأخرى في القراءات وننقل هنا بعضًا من مواضع ذكر مكي في تفسيره للقراءات وتوجيهه لها:

في قوله تعالى {بما كانوا يكذبون} (٢) قال: أي بتكذيبهم الرسل، وقيل بتكذيبهم محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهذا التفسير يدل على صحة قراءة من قرأ {يُكَذّبون} بالتشديد.

ويدل على قوة التشديد أن الكذب لايوجب العذاب الأليم، إنما يوجبه التكذيب. وأيضًا فإنه تعالى أخبرهم بالشك في أول الكلام،


(١) الكوثر: ١.
(٢) البقرة: ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>