للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يستشهد إلا ببيت واحد من الشعر في الكتاب كله في الكلام على قوله تعالى {فيما طعموا} (١) أي ما شربوا من الخمر قبل التحريم يقال: لم أطعم خبزا ولا نوما قال الشاعر:

فإن شئت حرمت النساء سواكم ... وإن شئت لم أطعم نقاخا ولا بردا (٢)

قال: النقاخ: الماء، والبرد: النوم (٣).

ومن كتاب مشكل إعراب القرآن ننقل تلك الأمثلة (٤):

تكلم في البسملة على إعراب ثلاثة ألفاظ:

الباء من بسم الله: لم يتكلم عن المعروف من عملها بل عن اختصاص كسر بائها معللاً ذلك بأنها كسرت لتكون حركتها مشابهة لعملها، أو كسرت فرقًا بين ما يخفض ولا يكون إلا حرفا نحو الباء واللام. وبين ما يخفض وقد يكون اسما نحو الكاف أما عملها الخفض فعلله بأنها لا معنى لها إلا في الأسماء. فعملت الإعراب الذي لا يكون إلا في الأسماء وهو الخفض.

كما ذكر في تعليل حذف الألف من باسم الله خطا كثرة الاستعمال أو بسبب لزوم الباء لهذا الاسم أو حذفت لعلة تحرك السين في الأصل، لأن أصل السين الحركة، وسكونها لعلة دخلتها.

اسم: تكلم عن أصله ... وعند البصريين مشتق من سما يسمو أو من سمى يسمى. وجمعه أسماء. وجمع أسماء أسامي.

وعند الكوفيين مشتق من السمة. وأصله وسم.

وبعد أن حلل كلا المذهبين صرح بقوله: وقول الكوفيين أقوى في المعنى.

وقول البصريين أقوى في التصريف.

الله: حكى ثلاثة آراء في أصل الكلمة: أصله إلاه. دخلت الألف واللام. فصار الإلاه فحذفت الهمزة بعد أن ألقيت حركتها على اللام الأولى، ثم أدغمت اللام في الثانية، ولزم الإدغام للتعظيم والتفخيم وقيل: حذفت


(١) المائدة: ٩٣.
(٢) البيت للعرجي وقوله نقاخا: هو الماء الطيب وبردًا هنا: الريق (انظر لسان العرب ٦/ ٤٥١٧).
(٣) شرح مشكل الغريب ص: ١٥٥.
(٤) انظر دراسة فرحات له والأمثلة التي ذكرها ص: ٣٥٥ - ٣٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>