للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجوز أن يكون المخاطب مثل المتكلم في ذلك، ويجوز أن يكون عنده يقين ما سئل عنه، فاعرف الفرق بينهما (١).

ومن مواضع تعرضه للإعراب قوله:

قوله جل ذكره: {ذكر رحمة ربك عبده زكريا} (٢) {ذكر} مرفوع عند الفراء على خبر {كهيعص} ثم رد معللاً إياه بقوله: لأن كهيعص ليس مما أثنى الله به على زكريا وليس كهيعص في شيء من قصة زكريا والتقدير: هذا الدين يدل على ذكر رحمة ربك عبده زكريا والتقدير فيما يتلى عليك يامحمد ذكر عبده زكرياء برحمته.

وأما شرحه للمفردات فمثل قوله:

ومعنى {وهن العظم}: ضعف ورق من الكبر وقوله {اشتعل الرأس شيبا} أي كثر الشيب في الرأس. ونصب شيبًا. على المصدر لأن معنى اشتعل شاب. وقال الزجاج: نصبه على التمييز أي اشتعل من الشيب.

وقال في قوله تعالى: {أولي الأيدي} (٣):

وقيل: {الأيدي} جمع يد من النعمة أي هم أصحاب النعم التي أنعم الله عليهم بها وقيل: هم أصحاب النعم والإحسان لأنهم قد أحسنوا وقدموا خيرا وأصل اليد أن تكون للجارحة ولكن لما كانت العدة فيها سميت القوة يدا.

والبصر هنا عني به بصر القلب الذي ينال به معرفة الأنبياء.

أجاز الطبري أن يكون المعنى: أنهم أصحاب الأيدي عند الله بالأعمال الصالحة التي قدموها تمثيلاً باليد.

وقد أفرد مكي للغريب كتابه تفسير المشكل كما ذكرنا قبل ذلك.

واستدلاله بالشعر قليل فربما مرت عشرات الصفحات فلا يذكر فيها بيتًا واحدا.

ومن مواضع استدلاله بالشعر في تفسير قوله تعالى: {فامسحوا برؤوسكم وأرجلكم} (٤) في عطف المسح على الغسل قال:

ورأيت زوجك قد غدا ... متقلدًا سيفًا ورمحًا

قال: فعطف الرمح على السيف وليس الرمح مما يتقلد به ولكن عطفه عليه لاشتراكهما في الحمل وفي أنهما سلاح.

أما في شرح مشكل الغريب فلم


(١) الهداية ١/ ١٦.
(٢) مريم: ٢.
(٣) ص: ٤٥.
(٤) المائدة: ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>