سبق في مقدمة الرسالة التنويه بعدم الوقوف على كتاب جامع لتراجم المفسرين المغاربة بصورة انفرادية شاملة، ولكني وقفت على بعض الأبحاث ذات العلاقة بموضوع بحثي واستفدت منها ومن ذلك كتاب المدرسة القرآنية إلى ابن عطية لعبد السلام أحمد الكنوني وهو جزء واحد لطيف يقع في حوالي ثلاثمائة صفحة متوسطة عبارة عن رسالة لنيل دبلوم الدراسات الإسلامية العليا بدار الحديث الحسنية بالرباط بتاريخ ١٧/ ٥ / ١٣٩٤ هـ إشراف د. عائشة عبد الرحمن ومناقشة كل من د. عبد الهادي التازي والأستاذ أحمد بن تاويت وهي مع كونها استغرقت ما يقارب النصف في القراءات كانت قاصرة جدًا في حديثها عن التفسير مع الوقوع في أوهام عجيبة أذكر منها على سبيل المثال الخلط بين يحيى بن سلام وبين أبي عبيد القاسم بن سلام ولذا فإن صاحب الرسالة عندما وقع في ذلك - فذكر أن تفسير أبي عبيد القاسم بن سلام كان من التفاسير الأولى التي دخلت المغرب الإسلامي - قال:
ولم نعثر على نص صريح يشير إلى دخول تفسير ابن سلام إلى المغرب لكنا نجد مختصرين له عرفا في المغرب من أواخر القرن الثالث وأوائل الرابع للهجرة ومن الذين اختصروه:
أ - مختصر في تفسير ابن سلام لأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن عيسى بن أبي زمنين القرطبي يعرف بالمري الإلبيري ت ٣٩٩ وتوجد نسخة منه في خزانة القرويين وسأقدم لهذا المختصر فيما بعد.
ب - مختصر القرآن لابن سلام لأبي المطرف التنازعي (كذا والصواب القنازعي) عبد الرحمن بن مروان ت ٤١٣ هـ.
قال: وواضح أن اختنصار كتاب لايكون إلا بعد أن يتداوله الناس ويتدارسه الخاصة وتدعو الحاجة إلى تيسير الفائدة منه. أ. هـ.
وقد عزا مختصر ابن أبي زمنين للديباج لابن فرحون ومختصر القنازعي لطبقات السيوطي وشجرة