للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستواء على وجه فيه تكييف وتجسيم أجاب الإمام مالك من سأله عن الاستواء في هذه الآية فقال: الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة والإيمان به واجب. (١)

[ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن]

إن تفسير المكي الناصري للقرآن بالقرآن قليل لدرجة أنه ذكر مدلول الآية عند تفسيره قوله {الذين أنعمت عليهم} (٢) ولم يذكرها صراحة فقال: إشارة إلى سلسلة النور التي برزت أول حلقة من حلقاتها منذ أقدم العصور من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين الذي تعاقبوا على عرش الخلافة الإلهية في هذه الأرض (٣).

وفي قوله {ورفعنا لك ذكرك} (٤) قال: وإلى هذا المعنى ينظر قوله تعالى في آية

أخرى {وإنه لذكر لك ولقومك} (٥). (٦)

[رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة]

وهو ليس متبعا للمأثور بالمعنى المتعارف عليه ومن أمثلة ذلك

تفسيره لقوله تعالى: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} (٧) حيث قال: إشارة إلى الفئات المنحرفة من بني الإنسان التي لم تستجب لنداء الرحمن، والتي قابلت الهداية الإلهية بالتمرد والعصيان والجحود والكفران (٨).

فلم يذكر تفسيرها المأثور باليهود والنصارى ولم يشر إلى حديث ولا أثر.

ومن الأحاديث القليلة التي ذكرها في تفسيره قوله عند كلامه عن السحر:

الأمر الثاني: أن عمل السحر واستعماله كفر أو يؤدي إلى الكفر {وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا} (٩) ... وفي الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أتى عرافا أو كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمد". (١٠)


(١) التيسير٤/ ٦٠.
(٢) الفاتحة: ٧.
(٣) التيسير١/ ٢٠.
(٤) الشرح: ٤.
(٥) الزخرف: ٤٤.
(٦) انظر التيسير٦/ ٤٣٩.
(٧) الفاتحة: ٧.
(٨) التيسير١/ ٢٠.
(٩) البقرة: ١٠٢.
(١٠) أخرجه الحاكم في المستدرك - كتاب الإيمان ١/ ٨ عن أبي هريرة وفيه: "فصدقه فيما يقول ... " وقال: صحيح على شرطهما جميعا ... ولم يخرجاه. وسكت الذهبي. وقال الألباني: صحيح (صحيح الجامع ٥٨١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>