للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك وقد أخبر عن نفسه أن الأرض قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه، فليس هناك جهة تخلو من علم الله تعالى وإحاطته بها وقدرته عليها ويقرر هذا قوله إن الله {واسع عليم}، إنه واسع الذات والعلم والفضل والجود والكرم عليم بكل شيء لأنه محيط بكل شيء. (١)

ويقول {وسع كرسيه السموات والأرض} (٢) لكمال ذاته ثم ذكر في نهر الخير قوله: أورد ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنها قوله: الكرسي موضع القدمين، والعرش

لا يقدر أحد قدره. رواه الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. (٣)

وفي بعض الآيات المشكلة مثل قوله: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة} (٤) اكتفى فيها بقوله: ما ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وعند ذلك يؤمنون، ومثل هذا الإيمان الاضطراري لا ينفع حيث يكون العذاب لزاما بقضاء الله العادل. (٥) ولم يذكر شيئا في الحاشية.

[ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن]

وهو غير مكثر في ذلك ويتعرض له في الحاشية مثل قوله {الذين أنعمت عليهم} (٦) هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون. ثم قال في الحاشية: ورد هذا البيان في قوله تعالى من سورة النساء {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين} (٧)

ومثل قوله: {ثم يقول للملائكة} وهم أمامهم تقريرا للمشركين وتأنيبا {أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون} (٨) فتتبرأ الملائكة من ذلك. ثم قال في الحاشية: هذا كقوله تعالى {وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله} (٩) ... الخ. (١٠)


(١) ١/ ١٠٢.
(٢) البقرة: ٢٥٥.
(٣) ١/ ٢٤٥. وانظر المستدرك - كتاب التفسير ٢/ ٢٨٢ وسكت الذهبي.
(٤) البقرة: ٢١٠.
(٥) ١/ ١٨٨.
(٦) الفاتحة: ٧.
(٧) النساء: ٦٩.
(٨) سبأ: ٤٠.
(٩) المائدة: ١١٦.
(١٠) ٤/ ٣٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>