للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول: ذهب المعتزلة - أذهب الله ريحهم - إلى أن الجنة التي هبط منها آدم وحواء كانت بستانا في الأرض في مرتفع منها، وهو قول باطل لا يسمع له ولا يلتفت إليه، إذ كل سياق القرآن دال على أنها الجنة دار النعيم لأولياء الله في الآخرة.

ويقول في الشفاعة: الشفاعة ضم جاه إلى جاه ليحصل النفع للمشفوع له، والشفعة ضم ملك إلى ملك، والشفع الزوج مقابل الوتر، ولا تقبل شفاعة أحد يوم القيامة إلا بشرطين اثنين الأول: أن يكون الشافع قد أذن الله تعالى له في الشفاعة، والثاني: أن يكون المشفوع له ممن رضي الله قوله وعمله وهو المؤمن الموحد. (١)

ويقول في السحر: اختلف هل للسحر حقيقة أو هو مجرد خداع لا أصل له؟ أهل السنة والجماعة على أن له حقيقة. وهو أنواع عديدة، وحكمه: أن من تعاطاه إذا أضر به فأفسد عقلا أو قتل فإنه يقتل بذلك وإلا فإنه يعزر حتى يتوب منه، ويشهد لمذهب الجمهور أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سحره لبيد بن الأعصم وأنزل الله تعالى سورة الفلق فرقاه بها جبريل فشفي وقال: إن الله شفاني. والحديث في البخاري وغيره. (٢)

ويقول في خلق القرآن: روي أن أحمد استدل على كفر من قال بخلق القرآن بهذه الآية: {من بعد ما جاءك من العلم} (٣) وهو القرآن، فمن قال بخلق القرآن قال بخلق علم الله تعالى وهو كفر صريح. (٤)

ويقول في معية الله لخلقه في صلب الكتاب:

{فثم وجه الله} (٥): هناك الله تعالى، إذ الله عز وجل محيط بخلقه فحيثما اتجه العبد شرقا أو غربا شمالا أو جنوبا وجد الله تعالى، إذ الكائنات كلها بين يديه وكيف لا يكون


(١) ١/ ٥٢.
(٢) ١/ ٩٢. وانظر: صحيح البخاري - كتاب الطب - باب السحر ١٠/ ٢٢١ عن عائشة. وليس فيه الرقية بسورة الفلق إنما جاءت الرقية بها وبسورة الناس في رواية سفيان بن عيينة للحديث في تفسيره وقال ابن حجر: صحيح (انظر تلخيص الحبير ٤/ ٤٠).
(٣) آل عمران: ٦١.
(٤) ١/ ١٠٦. وانظر في ذلك كتاب: "الرد على من يقول القرآن مخلوق" للنجاد.
(٥) البقرة: ١١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>