الأولى: محو الأمية، الثانية: تعريب التعليم ولغة الثقافة والإدارة التي أصبحت الفرنسية بعد الاحتلال وفي العهد الاستعماري.
ولم تكن توجد بالمغرب العربي كله سوى جامعة الجزائر الفرنسية الهوية فعملت الجزائر على تطويرها وقبل ذلك عمدت إلى إنشاء جامعتين جديدتين إحداهما في وهران، والثانية في قسنطينة، ثم أضافت ثلاث جامعات أخرى إقليمية، وانتشرت الجامعات والمعاهد بعد ذلك في المنطقة ومن ذلك جامعة الزيتونة والجامعة التونسية بتونس، وجامعة محمد الخامس، وجامعة فاس، وجامعة القرويين بالمغرب، وفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بنواكشوط، وغير ذلك.
ولاشك أن الفترة الحالية لم تنضج بعد دراستها التاريخية، وأخبارها مبثوثة في وسائل الإعلام بين جريدة يومية أو حولية ومجلة إسلامية أو اجتماعية وشريط لمحاضرة أو لندوة ولقاء عبر تلفاز أو مذياع وغير ذلك ولكن يمكن إجمال الكلام فيها بما يتوارد على الأسماع، ويلاحظ أن الوضع العام في المنطقة يبعد حقيقة عن الاهتمام بالنواحي الشرعية وغلب على البلاد المعاصي والفتن والتفرنج وتقليد الغرب في عامة مناحي الحياة إلا أن التطور الذي يشهده العالم حاليا في مجالات التقنية الحديثة والتعليم بغض النظر عن ماهيته ساهم في إثراء الحياة الثقافية والعلمية على وجه العموم، فانتشار الجامعات وتطور أمر الدراسات العليا فيها والتفوق الهائل في مجال الاتصالات والطباعة والإعلام عامة أدى إلى خروج أعمال كثيرة تتعلق بالتفسير جملة كبيرة منها رسائل علمية في مرحلة التخرج لطلبة الكليات الشرعية ورسائل للحصول على درجة الماجستير والدكتوراة وبحوث مختصرة للترقي لدرجة الأستاذية بالنسبة لمدرسي الجامعات المتخصصين في مجال التفسير، كما ظهرت مقالات في الصحف والمجلات الإسلامية تتعلق بمباحث تفسيرية متعددة، هذا خلا المؤتمرات الإسلامية والندوات والمحاضرات والبرامج الإذاعية والمعروضة بالتلفاز والتي اشتهر منها المجالس الحسنية التي يعقدها الملك الحسن مع علماء الشريعة وتتطرق لشتى المباحث العلمية التي تشمل التفسيرية وغيرها.