هجرة الشيخ إلى الحجاز فيما بعد فاستأنف هناك مسيرته في طلب العلم والتعليم جميعا.
وقد لازم في المدينة حلقات المشايخ: عمر بري ومحمد الحافظ ومحمد الخيال ورئيس قضاتها وخطيب مسجدها النبوي الشيخ عبد العزيز بن صالح.
وكان في أثناء ذلك قد سجل انتسابه إلى كلية الشريعة بالرياض ونال شهادتها العالية الليسانس سنة إحدى وثماثين وثلاثمائة.
وحصل على إجازة من رئاسة القضاة بمكة المكرمة للتدريس بالمسجد النبوي حيث لايزال يقوم بهذه المهمة حتى وقتنا الحالي.
والشيخ معروف بمنافحته الشديدة عن العقيدة السلفية ويعتبره الصوفية من ألد أعدائهم لفضحه عقائدهم وترهاتهم على رءوس الأشهاد في دروسه العامة والخاصة، وهو صاحب تأثير خاص في الناس عن طريق الوعظ وحلقته في ذلك من أكبر الحلقات وقد استفاد منه الكثير نفع الله به ومد في عمره.
وللشيخ مساهمة في الحياة السياسية متأثرا بالاحتلال الفرنسي للجزائر وقد أصدر صحيفتين هناك إحداهما تحمل اسم الداعي والأخرى تحمل اسم اللواء.
وقد انبرى الشيخ لتدريس التفسير ضمن دروسه في المسجد النبوي التي تذاع غبا بإذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية. وقد التقيت به عدة مرات وأخبرني أنه استمر في تدريس التفسير في المسجد النبوي طيلة خمس وأربعين سنة ختم خلالها القرآن أربع مرات وهو الآن في الختمة الخامسة.
وله العديد من المؤلفات، منها:
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير وهو مطبوع في أربعة مجلدات كبار.
ووضع له حاشية سماها: نهر الخير طبعت بهامشه.
قال حفظه الله في مقدمة تفسيره:
نظرا لليقظة الإسلامية اليوم فقد تعين وضع تفسير سهل ميسر يجمع بين المعنى المراد من كلام الله، وبين اللفظ القريب من فهم المسلم اليوم. تبين فيه العقيدة السلفية المنجية، والأحكام الفقهية الضرورية، مع تربية ملكة التقوى في النفوس، بتحبيب الفضائل وتبغيض الرذائل، والحث على أداء الفرائض واتقاء المحارم، مع التجمل بالأخلاق القرآنية والتحلي بالآداب الربانية.