للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال القاضي عياض: شعره كثير وخطبه ورسائله كثيرة معقده مشكلة على طرائق كلام الصوفية ورموزهم (١).

كان من الفقهاء المعدودين، والعباد المجتهدين، والنساك، أهل الورع والدين، عالماً بالقرآن وقراءته وتفسيره ومعانيه، حافظاً للحديث عالما بمعانيه، وعلله وغريبه ورجاله، حافظاً للفقه، حسن الكلام على معانية، قوياً على المناظرة حافظاً للمدونة وغيرها، معتنياً بالمسائل والفقه، كانت له بجامع القيروان حلقة يحضرها أبو القاسم بن شبلون وغيرهما، أيام أبي يزيد (٢).

قال المالكي: كان حافظا لكتاب الله قارئا له بالروايات عالما بتفسيره ومعانيه وغريبه. (٣)

وكان تفقه عند أحمد بن نصر ولازمه، وصار من كبار أصحابه، وكان عالماً بالوثائق حسن الخط، أخذها عن ابن زياد، وأخذ النحو واللغة عن أبي علي المكفوف، وغيره.

سمع أحمد بن زياد، وابن اللباد، والتمار، والفضل، وابن نصر، وابن أبي زاهر، وأبا محمد ابن رشد، وأبا محمد ابن زيد المقرئ وغيرهم وبمصر من مأمون وبمكة من ابن شذان الجلاب، وغيره.

وكان يؤلف الخطب والرسائل ويقول الشعر، وكان لسان أفريقية في وقته في الزهد والرقائق.

ومن ورعه أنه كان يكره أن يستضيء بسراج نصبه إنسان بموضع لايجوز له نصبه فيه.

وكان أبو محمد ابن التبان يحبه محبة عظيمة ويعظمه ويكرمه ويحسن الثناء عليه.

كان في أول عمره شديد الطلب للعلم كثير الحرص فلما تفقه أقبل على العبادة وترك دراسة العلم وأكثر الناس فيه الأقاويل.

وكان قد نحل جسمه ورق عظمه حتى صار كالعود اليابس من صيام النهار وقيام الليل.

وكان يصنع الشعر ويجيده على معاني أهل النسك المترققين.

قال أبو علي حسن بن فتحون: كنت عنده يوما حتى ذكر من بعض كرامات الأولياء ما


(١) المدارك ٥/ ٣١٥.
(٢) انظر المدارك ٥/ ٣١٥، طبقات المفسرين ١/ ١٧٦.
(٣) رياض النفوس ٢/ ٣٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>