للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تصدى لشيخ الصوفية عبد الحق ابن سبعين المرسي لما قدم من الأندلس وأراد أن يظهر مذهبه الصوفي بإفريقية فتعرض له أبو بكر السكوني وقاومه بأقوال ظاهرالسنة، فاضطر ابن سبعين إلى مفارقة تونس والالتحاق بالمشرق واستقر بمكة. (١)

ونبغ أبناء أبي بكر في حاضرة تونس منهم محمد (٢) وقد اشتهركأبيه بالعلم والذب عن السنة، وتعرض إلى تآليف الزمخشري وعارض ما بها من الاعتزال.

ثم ظهر ابنه أبو على هذا، ومولده بالحاضرة التونسية (٣) وبها نشأته وتعليمه واقتفى أثر أبيه وجده في الاشتغال بالعلوم الدينية والدفاع عن مذهب أهل السنة من شبهات الاعتزال وكذلك من غوائل التصوف لا سيما في عصر كثر فيه المتصوفون وأظهروا آراءهم في كل صقع من الممالك الإسلامية، وقد مال إلى نحلتهم رجال الدولة وانتشرت دعوتهم في طبقة الخاصة وصار التمسك بالآراء الصوفية ميزة للمتنورين والأدباء.

ومن شيوخه أحمد بن محمد بن الغفار قاضي الجماعة. (٤)

قال حسن حسني: ومن دواعي الأسف أن لم نعثر على تفصيل حياة هذا المتكلم وأعماله ووسائل مقاومته لأهل التصوف، وغاية ما نعلمه أنه توفي بتونس سنة ست عشر وسبعمائة، وقال الحاجي خليفة: سبع عشرة وسبعمائة (٥). ويظهر أن الأول أصح.

له:

التمييز لما أودعه الزمخشري من الاعتزال في تفسيره للكتاب العزيز (٦)

تداول على تصنيفه الوالد والولد، قال أبو علي في مقدمته: قد كان


(١) انظر تاريخ ابن خلدون ١/ ٤١٦.
(٢) تأتي ترجمته في الوافدين.
(٣) يقدر سعد غراب أنه ولد سنة ٦٣٠ هـ في إشبيلية.
(٤) انظر برنامج الوادي آشي ص: ١٩٤.
(٥) انظر كشف الظنون ٢/ ١٤٨٢.
(٦) منه نسخ بالمكتبة العاشورية وبدار الكتب الوطنية بتونس، وبالقرويين بفاس، دار الكتب المصرية، خزانة فيض الله أفندي، طوبقبوسراي، الأحمدية بحلب، جامعة الإمام محمد بن سعود، القادرية، الظاهرية، أوقاف طرابلس بليبيا، سليم أغا، شهيد علي باشا، عارف حكمت، المحمودية، نورعثمانية، ولي الدين جار الله (الفهرس الشامل ١/ ٣٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>