ولد بسبتة (١) في شهر شعبان سنة ست وسبعين وأربعمائة
كان إمام وقته في الحديث وعلومه، عالما بالتفسير وجميع علومه، فقيها أصوليا، عالما بالنحو واللغة، وكلام العرب، وأيامهم وأنسابهم، بصيراً بالأحكام، عاقداً للشروط، حافظاً لمذهب مالك شاعراً مجيداً، ريانا من علم الأدب، خطيبا بليغا، صبورا حليما، جميل العشرة جواداً سمحاً، كثير الصدقة دؤوبا على العمل، صلبا في الحق.
قال ولده محمد: كان أجدادنا في القديم بالأندلس ثم انتقلوا إلى مدينة فاس، وكان لهم استمرار بالقيروان ... وانتقل عمرون إلى سبته بعد سكنى فاس.
رحل إلى الأندلس سنة سبع وخمسمائة طالبا للعلم، فأخذ بقرطبة عن
(١) بلفظ الفعلة الواحدة من الإسبات وهو التزام اليهود بفريضة السبت المشهور بفتح أوله وضبطه الحازمي بكسر أوله وهي بلدة مشهورة من قواعد بلاد المغرب ومرساها أجود مرسى على البحر وهي على بر البربر تقابل جزيرة الأندلس على طرف الزقاق الذي هو أقرب ما بين البر والجزيرة وهي مدينة حصينة تشبه المهدية التي بإفريقية (معجم البلدان٣/ ٢٠٥).