للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد القابسي، وأبي عبد الله بن أبي زمنين، وعبد الوهاب بن منير المصري، وطائفة كبيرة

قرأ عليه أبو بكر ابن الفصيح، وأبو الحسين يحيى بن أبي زيد، وأبو بكر محمد بن المفرج، وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن الدش، وأبو داود سليمان بن نجاح، وأبو عبد الله محمد بن مزاحم، وأبو علي الحسين بن علي، وأبو القاسم خلف بن إبراهيم، وأبو إسحاق إبراهيم بن علي، وخلق سواهم

قال ابن بشكوال: كان أبو عمرو أحد الأئمة في علم القرآن رواياته ومعانيه وتفسيره وإعرابه، وجمع في ذلك تواليف حساناً مفيدة يطول تعدادها، وله معرفه بالحديث وطرقه وأسماء رجاله ونقلته، وكان حسن الخط، جيد الضبط، من أهل الحفظ والذكاء والتفنن، ديناً فاضلاً ورعاً سنيا. (١)

وقال المغامي: كان أبو عمرو مجاب الدعوة مالكي المذهب. (٢)

قال الذهبي: وكتبه في غاية الحسن والإتقان ... بلغني أن له مائة وعشرين مصنفا (٣).

وكان بين الداني وابن حزم الظاهري منافرة عظيمة، أفضت إلى المهاجاة بينهما، ولكل واحد منهما في الآخر هجاء يقذع فيه غفر الله لهما

ومن أرجوزته:

ومن صحيح ماأتى به الخبر ... وشاع في الناس قديما وانتشر

نزول ربنـ - ابلا امتراء ... في كل ليلة إلى السماء

من غير ماحد ولاتكييف ... سبحانه من قادر لطيف

ورؤية المهيمن الجبار ... وأننا نراه بالأبصار

يوم القيامة بلا ازدحام ... كرؤية البدر بلا غمام

وضغطة القبر على المقبور ... وفتنة المنكر والنكير

فالحمد لله الذي هدانا ... لواضح السنة واجتبانا

قال الذهبي: إلى أبي عمرو المنتهى في تحرير علم القراءات وعلم المصاحف مع البراعة في علم الحديث والتفسير والنحو وغير ذلك. (٤)

توفي الحافظ أبو عمرو الداني بدانية يوم الاثنين منتصف شوال، سنة أربع وأربعين


(١) الصلة ٢/ ٤٠٦.
(٢) المرجع السابق.
(٣) السير ١٨/ ٧٩.
(٤) السير ١٨/ ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>