للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مفتي الديار المصرية ومن كبار رجال الإصلاح والتجديد في الإسلام.

ولد في حصة شبشير (من قرى الغربية بمصر) سنة ست وستين ومائتين وألف ونشأ في محلة نصر بالبحيرة وأحب في صباه الفروسية والرماية والسباحة وتعلم بالجامع الأحمدي بطنطا ثم بالأزهر وتصوف وتفلسف وعمل بالتعليم وكتب في الصحف ولا سيما جريدة الوقائع المصرية وقد تولى تحريرها.

لما جاء جمال الدين الأفغاني إلى مصر لازمه وأخذ عنه الفلسفة والمنطق وتأثر به كثيرا.

أجاد اللغة الفرنسية بعد الأربعين ولما احتل الإنجليز مصر ناوأهم، وشارك في مناصرة الثورة العرابية فسجن ثلاث شهور للتحقيق ونفي إلى بلاد الشام.

سافر إلى باريس فأصدر مع صديقه وأستاذه جمال الدين الأفغاني جريدة العروة الوثقى وعاد إلى بيروت فاشتغل بالتدريس والتأليف.

ولقيه الأمير شكيب أرسلان وأخذ عنه واستفاد منه.

زار تونس مرتين الأولى في ٦ديسمبر ١٨٨٤ م، الثانية ٩ ديسمبر ١٩٠٣ م دعم فيها الصلة بين جمعية العروة الوثقى وأعضائها من التونسيين، كما زار الجزائر في صيف ١٩٠٣ م (١)، وبقيت العلاقة بين أفكار الشيخ محمد عبده وبين تونس متصلة بعد وفاته عن طريق تلميذه ومكمل تفسيره الشيخ محمد رشيد رضا فهو وإن لم يزر تونس إلا أن صلته كانت بهم متينة عن طريق مجلته المنار. (٢)

أنشأ جيلا من العلماء حذا حذوه في التفسير على رأسهم محمد رشيد رضا ومصطفى المراغي.

وسمح له بدخول مصر فعاد سنة ست وثلاثمائة وألف وتولى منصب القضاء ثم جعل مستشارا في محكمة الاستئناف فمفتيا للديار المصرية.

توفي بالإسكندرية سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف ودفن في


(١) انظر شيخ الجامع الأعظم محمد الطاهر بن عاشور ص: ٢٤.
(٢) انظر المرجع السابق ص: ٢٦ - ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>