للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فطلبوا الإذن فصعب عليهم فأتوا الأبرش وزير هشام بن عبد الملك فقالوا: أبلغ أميرالمؤمنين أن أميرنا يغزو بنا وبجنده فإذا أصاب نفلهم دوننا وقال: تقدموا وأخر جنده فقلنا: تقدموا فإنه ازدياد في الأجر ومثلكم كفى إخوانه. ثم إنهم عمدوا إلى ماشيتنا فجعلوا يبقرونها على السخال يطلبون الفراء الأبيض لأمير المؤمنين فاحتملنا ذلك، ثم إنهم سامونا أن يأخذوا كل جميلة من بناتنا فقلنا: لم نجد هذا في كتاب ولاسنة ونحن مسلمون، فأحببنا أن نعلم عن رأي أمير المؤمنين ألهم ذلك أم لا؟ قال: نفعل فلما طال عليهم ونفدت نفقاتهم كان وجههم إلى إفريقية فخرجوا على عامل هشام فقتلوه واستولوا على إفريقية (١).

وقد ظهرت فرقة الخوارج إثر التحكيم بين علي ومعاوية في موقعة صفين كما تذكر ذلك المصادر المعنية وقد قاتلهم علي - رضي الله عنه - فشتت الله شملهم حتى انقسموا إلى عشرين فرقة (٢).

ولم يدخل المغرب من هذه الفرق إلا فرقتان الأولى الإباضية وتنسب إلى عبد الله بن إباض المري وأول من أدخلها إلى القيروان سلمة بن سعد الحضرمي (٣) وعنه فشت في قبائل المغرب ثم تم إرسال بعثة إلى البصرة بالعراق درسوا لمدة خمس سنوات على يد مسلم بن أبي كريمة زعيم الإباضية وسموا طلبة العلم وبعد رجوعهم تفرقوا في القبائل ناشرين أفكارهم. والفرقة الثانية هي الصفرية: وتنسب على الأرجح إلى زياد بن الأصفر (٤)، وقد ذكرت بعض المصادر أن أول من أدخلها إفريقية عكرمة مولى ابن عباس (٥)، وبعضها لم يذكر ذلك عنه (٦)، والأرجح براءته من ذلك ثم تولى


(١) تاريخ الطبري ٤/ ٢٥٤، ٢٥٥، وانظر الكامل ٣/ ٤٥.
(٢) انظر عن الخوارج في إفريقية وغيرها: الاستقصا ١/ ١٠٧ - ١٠٨، الخلافة والخوارج ٢٠ - ١٣٥، الصراع المذهبي ١٩٤ - ١٩٧، الفرق الإسلامية ١٤٠ - ١٥١، الخوارج في بلاد المغرب ١٤ - ٩٥.
(٣) انظر الخوارج في بلاد المغرب ٤٦، النظم الاجتماعية ١٦.
(٤) انظر الفرق بين الفرق ٩٠، دائرة المعارف ١٤/ ٢٢٩.
(٥) انظر الخوارج في بلاد المغرب ٤٦، التهذيب ٧/ ٢٦٧.
(٦) انظر الرياض ١/ ١٤٦، طبقات أبي العرب ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>