للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استنباط الأحكام من كتاب الله. وقد رواه عنه الناس وقرأوه عليه كغيره من كتبه، كما صنف الناسخ والمنسوخ ولا شك أن هذه الكتب بناها على منهجه الفقهي وقرر فيها مايميل إليه. وقد مدحه ابن حزم بأنه في أحكام القرآن غاية. (١)

وظهر بعده من تبنى هذا المنهج وعلى رأسهم الإمام أبو حيان الأندلسي صاحب البحر المحيط الذي كان يقول: محال أن يرجع عن مذهب الظاهر من علق بذهنه. (٢)

وقد نقل المفسرون من أهل المنطقة قديما وحديثا نقولا عن أهل الظاهر عند تفسيرهم لآيات الأحكام ولا أطيل هنا بتتبع ذلك. (٣)

وقد اقتصرت في هذا المبحث على هذين المذهبين لانتشارهما وتأثر التفسير بهما بخلاف غيرهما من المذاهب الإسلامية التي ظهرت بصورة ضئيلة فيها ولكنها سرعان مااندثرت ولم يكثر الآخذون بها مثل مذهب أبي عمر الأوزاعي (ت ١٥٧ هـ) ومذهب سفيان الثوري (ت ١٦١ هـ)

أما مذهب محمد بن إدريس الشافعي (ت ٢٠٤ هـ) فقد كان حظه بالقيروان أكثر من سابقيه حيث مال إليه مجموعة من أهلها وقد صنف بعض علماء القيروان في الرد على مذهب الشافعي كتبا منها كتاب الرد على الشافعي لمحمد بن سحنون (ت ٢٥٦ هـ) وكتاب الحجة في الرد على الشافعي فيما أغفل من كتاب الله وسنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - ليحيى بن عمر (ت ٢٨٩ هـ)

ومن المفسرين الذين تمذهبوا بالمذهب الشافعي من أهل المنطقة:

محمد بن علي بن عبد الواحد ابن النقاش الدكالي ت ٧٦٣ هـ

وعبد الله بن محمد بن الصديق الغماري ت ١٤١٣ هـ وقد كان مالكيا ثم أصبح شافعيا ثم ترك التقليد.


(١) انظر: نفح الطيب ٤/ ١٦٩.
(٢) الدرر الكامنة ٥/ ٧٢.
(٣) انظر كمثال للمتقدمين الجامع لأحكام القرآن ١/ ١١٩، ١٦٦، ٣٥١، ٤/ ١٦٢، ٦/ ٩٠، وغيرها كثير، والبحر المحيط ٣/ ٢١١وغيرها، وكمثال للمتأخرين التحرير والتنوير ١/ ٢ / ١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>