للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقالت: يا رسول الله هنيئًا لك ومريئًا، لقد جئت وأنا أريد أن آتيك فأهنئك وأمرئك؛ أخبرني أبو عمارة أنك أعطيت نهرًا في الجنة يدعى الكوثر. قال: "أجل، وعرصته ياقوت ومرجان وزبرجد ولؤلؤ". قالت: أحب أن تصف لي حوضك بصفة أسمعها منك؟ قال: "هو ما بين أيلة وصنعاء، فيه أباريق مثل عدد النجوم، وأحب واردها علي قومك يا بنت قهد " - يعني الأنصار - (١).

ومن مواضع اهتمام بقي بأسباب النزول قوله تعالى: {ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} (٢)

قال ابن عبد البر (٣) في سبب نزول هذه الآية: ذكر بقي بن مخلد، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لما أصيب إخوانكم يوم أحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر، ترد أنهار الجنة، وتأكل من ثمرها، وتأوي إلى قناديل من ذهب مذللة في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم، فالوا: من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق، لئلا ينكلوا عن الحرب ولا يزهدوا في الجهاد؟ قال: فقال الله عز وجل: أنا أبلغهم عنكم، فأنزل الله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا} (٤) الآية. (٥)


(١) أخرجه ابن جرير ٣٠/ ٣٢٥ من طريق حرام بن عثمان عن عبد الرحمن الأعرج عن أسامة بنحوه ولم يذكر المسور، وفي إسناده حرام بن عثمان، قال مالك ويحيى: ليس بثقة، وقال الشافعي: الرواية عن حرام حرام (انظر لسان الميزان ٢/ ١٨٢) وعزاه السيوطي أيضًا لابن مردويه (الدر المنثور ٦/ ٤٥٠).
(٢) آل عمران: ١٦٩.
(٣) التمهيد ١١/ ٦١.
(٤) آل عمران: ١٦٩.
(٥) أخرجه أحمد في المسند ١/ ٢٥٦ - ٢٦٦ وابن جرير في تفسيره ٤/ ١٧٠ كلاهما من طريق ابن إسحاق عن إسماعيل بن أمية بهذا الإسناد. وجاء في المسند تصريح ابن إسحاق بالسماع.
وأخرجه أبو داود في السنن - كتاب الجهاد - باب فضل الشهادة ٣/ ١٥، وأحمد في المسند ١/ ٢٦٢، والحاكم في المستدرك - كتاب التفسير - سورة آل عمران ٢/ ٢٩٧، والواحدي في أسباب النزول ص: ١٢٨ كلهم من طريق عبد الله بن إدريس عن ابن إسحاق به وعندهم في الإسناد (سعيد بن جبير) بين أبي الزبير وابن عباس وقد صححه الحاكم على شرط مسلم، وسكت الذهبي. والحديث حسنه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود ٣/ ٤٧٩ وذكره ابن كثير ١/ ٤٠٣ من رواية المسند الأولى، وأشار إلى زيادة (سعيد ابن جبير) في الإسناد عند أبي داود والحاكم ثم قال: وهذا أثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>