للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{واذكر ربك إذا نسيت} (١) قال: روي أن ذلك إنما نزل بسبب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سأله اليهود عن ذي القرنين وعن خبر صاحب موسى وعن الروح قال: غدًا أخبركم ولم يقل إن شاء الله فأبطأ عنه الوحي بضع عشرة ليلة، ثم جاءته سورة الكهف (٢).

وربما ذكر أكثر من رواية في سبب نزول الآية من غير ترجيح ومن ذلك:

في قوله تعالى {ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء} (٣) ذكر أنها إما نزلت في عامر بن طفيل وأربد بن قيس حين أرادا الغدر بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فأرسل الله على أربد صاعقة فمات، وأصاب عامر الطاعون في عنقه فمات (٤).

وقيل: نزلت في يهودي قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أخبرني من أي شيء ربك؟ أمن لؤلؤ أو من ياقوت؟ فجاءت صاعقة فأحرقته، روي ذلك عن مجاهد وأنس (٥).

وهو يتعرض لفضائل السور والآيات ومن ذلك:

عند تفسيره لقوله تعالى {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله ..} (٦) قال: روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كتب الله كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ولا تقرآن في دار ثلاث ليال، فيقربها الشيطان" (٧).

وقال: جاء في الخبر أن سورة الأنعام نزل معها سبعون ألف ملك مع آية واحدة منها اثنا عشر ألف ملك وهي {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} (٨)


(١) الكهف: ٢٤.
(٢) أخرجه ابن المنذر عن مجاهد مرسلا مطولا، وهو ضعيف لإرساله. وأخرج ابن مردويه بعضه عن ابن عباس (انظر الدر ٤/ ٢٣٩).
(٣) الرعد: ٣١.
(٤) التحصيل ٤/ ٤٤. أخرجه ابن جرير ١٣/ ١٢٦ عن ابن جريح مرسلا وهو ضعيف لإرساله. وعزاه السيوطي أيضًا لأبي الشيخ (انظر الدر ٤/ ٦٠) وأخرجه ابن جرير ١٣/ ١١٩ مطولا جدًا عن ابن زيد مرسلا وهو ضعيف أيضًا لإرساله.
(٥) التحصيل ٤/ ٤٤. حديث أنس أخرجه البزار (انظر كشف الأستار ٣/ ٥٤)، والنسائي في التفسير رقم ٢٧٩ وأبو يعلى في مسنده ٣/ ٥٤، وابن جرير ١٣/ ١٢٥، والواحدي في أسباب النزول ص: ٢٠٤ وغيرهم. قال الهيثمي: رجال البزار رجال الصحيح غير دليم ابن غزوان وهو ثقة (مجمع الزوائد٧/ ٤٢) وقال الألباني: صحيح (وانظر الصحيح المسند من أسباب النزول ص: ٨٩) ورواية مجاهد أخرجها ابن جرير ١٣/ ١٢٥.
(٦) البقرة: ٢٨٥.
(٧) تقدم تخريجه ص: ٦٢٩.
(٨) الأنعام: ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>