للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيرهما أنه صفة. وأشار المهدوي إلى أن أبا علي اختار رأي سيبويه لأنه أبين ولأنه ليس في الأسماء الموصوفة شيء على حد اللهم، فإذ خالف أصل ما عليه الأسماء الموصوفة، ودخل في حيز الأصوات وجب ألا يوصف. ثم نقل المهدوي تعليل أبي علي لهذا الإعراب المتمثل في أن {اللهم} اسم منادى، وأن الأصل عدم وصف المنادى المعرفة المفرد، فلما وصف بسماع كما حكى سيبويه عن العرب من قولهم: ياتميم أجمعين، وضم إلى اسم الله تعالى صوت، وصيغ معه، وكان حكم الأصوات ألا توصف، وكان قياس المضموم إليه هذا الصوت قبل ضمه، ألا يوصف، صار بمنزلة صوت مضموم إلى صوت ... (١)

وقال في إعراب قوله عز وجل: {جنات عدن مفتحة لهم الأبواب} (٢): في {مفتحة} ضمير الجنات، والأبواب بدل منها، بدل البعض من الكل أو بدل الاشتمال، لأن الأبواب بعض الجنات، وهي مشتملة عليها.

والفراء يذهب إلى أن {الأبواب} مرفوعة بلفظة مفتحة والألف واللام في مقام الضمير والتقدير: مفتحة لهم أبوابها.

وأنكر أبو علي القولين معا وقال: لو جاز ماذهب إليه الفراء لم يقولوا: هند حسنة الوجه، ولقالوا هند حسن الوجه. كما قالوا: هند حسن وجهها، ففي ذلك دليل على أن الألف واللام لا تسد مسد الضمير في اللفظ، وإن كان المعنى عليه ... الخ (٣)

وهو لا يهتم كثيرا بالنكات البلاغية، وإنما يشير إلى بعضها أثناء تفسيره بايجاز، ففي أسلوب التمثيل تناول تفسير قوله تعالى {وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال} (٤) فأوضح أن هذا مثل ضربه الله للحق في ثباته، والباطل في زواله ليعلم أن الباطل وإن قوي وعلا، فإنه إلى اضمحلال واندثار كالزبد الذي يذهب جفاء والماء في الآية هو الحق والزبد الرابي هو الباطل، والأودية مثل القلوب ... الخ (٥)

وعني المهدوي بأسلوب الحذف في القرآن، وأشار إلى ماورد في ذلك، والحذف حسب رأي سيبويه وابن عطية والزركشي وغيرهم، من مجاز القرآن،


(١) التحصيل ١/ ١٦٧.
(٢) ص: ٥٠.
(٣) التحصيل ٤/ ٢٩.
(٤) الرعد: ١٧.
(٥) التفصيل ٢/ ١٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>