للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السحر للنبي - صلى الله عليه وسلم - خلافا للمعتزلة وغيرهم من العقلانيين فقال عند كلامه عن آيات السحر في سورة البقرة وموقف اليهود منه: وقد سحروا المصطفى محمدا - صلى الله عليه وسلم - وسيأتي هذا.

وهو لا يتذرع بالمجاز ولا يميل للعقلانيات ولعل هذا أمر طبعي مع مايظهر من موقفه الصارم من الاعتزال وأهله فيقول عند قوله تعالى {وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار} (١) - بعد أن ذكر بعض الآيات والأحاديث الدالة على حصول الخشية من الحجارة -:

وأما قول من قال: هذا على تقدير وجود الحياة والفهم لها، أي: لو كانت حية فاهمة لكان ما ذكر من تشققها أو سقوطها لخشية الله، وقول من قال: أضيفت الخشية إليها مجازا وحقيقة الخشية للمعتبرين بها، وأشباه هذا من الأقوال الملفقة؛ فإنها نتاج تعجب واستبعاد وجوانح نفس نافرة من غير معتاد.

وقد استطرد في بعض المواضع ومن ذلك:

أنه ذكر تحت قوله سبحانه {بديع السموات} (٢) معنى الابتداع ثم تطرق منه إلى الفرق المبتدعة من الخوارج والشيعة ثم القدرية وتصحيح منهج من رد على أهل البدع بالحجج العقلية واستدل لذلك ببعض الآيات التي رد فيها القرآن على المشركين بدلائل العقل مثل قوله تعالى {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} (٣) ونحوها، وبعض الأحاديث كقوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث العدوى: "فمن أعدى الأول؟ " (٤). وتكلم عن البدعة الحسنة وقول عمر: "نعمت البدعة". في قيام رمضان.

ومن الفصول الاستطرادية قوله:

فصل: قرأ رجل من المتكلمين في هذا العلم {ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم} (٥) ثم قال: الرؤية والنظر قد يراد بهما العلم بالمعلوم والخبرة للمختبر، وقد يراد بهما إدراك المبصرات بمعنى هو البصر، فإذا قرنا بإلى في الاستفهام أو في الإخبار اختصا بالإبصار.

فقيل له: كيف ترى أمة سلفت؟ فقال: أتستبعد هذا لمحبوب محظوظ مكاشف بسطور من اللوح المحفوظ ... ثم ذكر استدلالات من قصة الإسراء


(١) البقرة: ٧٤.
(٢) الأنعام: ١٠١.
(٣) الأنبياء: ٢٢.
(٤) أخرجه البخاري - كتاب الطب - باب لاصفر ... ١/ ١٧١، ومسلم - كتاب السلام - باب لاعدوى ... ٤/ ١٧٤٢ عن أبي هريرة مطولاً.
(٥) البقرة: ٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>