للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ستون للطائفين، وأربعون للمصلين، وعشرون للناظرين" (١).

وأما أسباب النزول فهو من المهتمين بإيرادها ومن ذلك:

قال في قوله تعالى {أتامرون الناس بالبر} (٢): كان الرجل من الأوس والخزرج يأتي حليفه أو رضيعه من اليهود فيسأله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فينصح له ويأمره باتباعه فنزلت الآيات في هذا (٣).

قال في قوله تعالى {ليس لك من الأمر شيء} (٤) الآيتين:

قيل: إنها أنزلت يوم أحد وهو ما روي لنا أن أنس بن مالك قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كسرت رباعيته في يوم أحد وشج في رأسه فجعل يسلت الدم عنه وهو يقول: "كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله؟ " فأنزل الله عز وجل {ليس لك من الأمر شيء} (٥)

وروي لنا أيضا أن عبد الله بن عمر سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - ورفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر يقول: "اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا" بعد ما يقول: "سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد " فأنزل الله تعالى {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب الله عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون} (٦)

وروي لنا من حديث أبي هريرة (٧) ... فلعلها إن شاء الله نزلت في الأمرين معا.

وفي تحويل القبلة ذكر روايات كثيرة منها حديث أنس المشهور وغيره.

وبالنسبة لفضائل السور والآيات:

يفتتح بها كلامه عن التفسير مثل قوله:


(١) أخرجه الطبراني في الأوسط وابن عساكر وغيرهما وقال ابن الجوزي: حديث لايصح. انظر العلل المتناهية رقم٩٤٠، والسلسلة الضعيفة رقم١٨٧، ضعيف الجامع رقم ١٧٦٠، وأسنى المطالب رقم ١٧٧٦، وذخيرة الحفاظ رقم ١٩٨٧.
(٢) البقرة: ٤٤.
(٣) أخرجه الواحدي في أسباب النزول ص: ١٥ من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وقد تقدم قول الكلبي ماحدثت عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب فلا ترووه. وعزاه السيوطي أيضًا للثعلبي (انظر الدر ١/ ٧٠).
(٤) آل عمران: ١٢٨.
(٥) أخرجه مسلم - كتاب الجهاد والسير - باب غزوة أحد رقم ١٧٩١.
(٦) أخرجه البخاري - كتاب التفسير - باب {ليس لك من الأمر شي} رقم ٤٥٥٩.
(٧) أخرجه البخاري - كتاب التفسير - باب {ليس لك من الأمر شيء} رقم ٤٥٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>