للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للجنس ويتناول الحمد القديم وهو حمده تعالى نفسه وبنفسه ويتناول حمده في الدنيا وحمده في الآخرة وإن كان خبرا بمعنى الطلب فيكون " الـ " للماهية إذ لا يقدر أحد على حمده تعالى بجميع محامده ولذا قال عليه الصلاة والسلام: فأحمده بمحامد يعلمنيها لم أكن أحمده بها قبل ذلك. (١)

في قوله تعالى {ذهب الله بنورهم} (٢) قال: وفي التعدية بالباء التى للمصاحبة نوع زيادة وإشعار بدوام الذهاب، وملازمته بسبب ملازمة فاعل الذهاب له، فلا يزال ذاهبا عنهم، فهو أشد في عقوبتهم حتى لا يتصور رجوعه إليهم بوجه. (٣)

وفي قوله تعالى {فإن آمنوا بمثل ماآمنتم به، فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق} (٤) قال: الباء إما للسبب والمراد أسباب إيمانكم وهي البراهين والمعجزات أو للتعدية به، والمراد متعلق الإيمان وهو الإله، فإن كانت للسبب فواضح أي: فإن آمنوا، بسبب مثل الأسباب التي أرشدتكم أنتم إلى الإيمان، فقد اهتدوا، وإن أريد متعلق الإيمان فمشكل، ثم أورد رأي ابن عطية في معنى الباء الواردة وفي نفس الآية، ويتمثل في ثلاثة أقوال ... (٥)

كما يتعرض للمتشابه اللفظي مثل ماجاء في قوله تعالى: {فلهم أجرهم عند ربهم} (٦)، وقوله تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم} (٧) حيث ذكر أن الآية الأولى التي أثبتت فيها الفاء، كان ماسبق لها وهو قوله تعالى {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية ... .} (٨)، أكمل وأبلغ إذ أكده بالسر والعلانية، بينما في الآية الثانية، حذفت

الفاء لأنه لاحاجة للتأكيد، إذ هو موجود وثابت بحرف إن. (٩)

وهو يستشهد بالشعر أحيانا كما في تفسير قوله تعالى {ومنهم أميون لايعلمون الكتاب إلا أماني ..} (١٠)، قال: والأماني إما بمعنى التلاوة أي لايعلمون معنى الكتاب بل يحفظون ألفاظه فقط وأنشدوا عليه قولا في عثمان:


(١) تقييد البسيلي.
(٢) البقرة: ١٧.
(٣) ق: ٧.
(٤) البقرة: ١٣٧.
(٥) ق: ٣٣.
(٦) البقرة: ٢٧٤.
(٧) البقرة: ٢٧٧.
(٨) البقرة: ٢٧٤.
(٩) ق: ٦٦.
(١٠) البقرة: ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>