للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر في تفسير قوله سبحانه {والله يؤيد بنصره من يشاء إن} (١)، أنها قرئت بتسهيل الهمزة، وأن أبا حيان جوز تسهيلها، وبعضهم يذهب إلى عدم تسهيلها، لأنه قريب من السكون فيلتقي ساكنان، غير أن ابن عرفة يرد قولهم هذا بما ورد في قراءة الآية {سواء عليهم ءأنذرتهم} (٢)، التي وقع فيها تسهيل، في حين التقى فيها ثلاث سواكن. (٣)

وقال في قوله تعالى {فتلقى آدم من ربه كلمات} (٤):

وقرأ ابن كثير {آدم} بالنصب و {كلمات} بالرفع.

قال ابن عرفة: قراءة الجماعة بالرفع ظاهرة لأنه هو فاعل التلقي فكلفة التلقي والقصد إليه وإمعان النظر فيه ظاهر وأما قراءة ابن كثير فتقتضي أن آدم عليه السلام أتاه التلقي هجما من غير نظر فيمكن فهمه على أنه أتته أوائل درجات النظر بالبديهة لأن المعقولات فرع المحسوسات فأول درجات النظر مدرك معلوم بالبديهة لا يفتقر إلى تقدم شيء قبله لأن لا يلزم عليه التسلسل وتنكير {كلمات} للتشريف والتعظيم. (٥)

وهو يتعرض للقراءات الشاذة ومن ذلك قوله:

قال ابن عطية: وقرأ سفيان بن عينية ورؤبة بن العجاج "الحمد لله" بفتح الدال ... على إضمار فعل.

قال ابن عرفة: وقالوا: وقراءة الضم أدل على الثبوت ... ، قال الزمخشري: ومنه قوله تعالى: {قالوا سلاما قال سلام} (٦) بالرفع في الثاني ليدل على أن إبراهيم حياهم بتحية أحسن من تحيتهم لأن الرفع دال على الثبوت. وكذا قال السكاكي في علم البيان. (٧)

كما ذكر ابن عرفة رأي ابن جني في قراءة قوله تعالى: {فرجل وامرأتان} (٨)، وهو المتمثل في أنه لانظير لتسكين الهمزة المتحركة، وإنما خففوا الهمزة فقرب من الساكن، ثم بالغوا في التخفيف، فصارت الهمزة ألفا ساكنة، ثم جعلوا الهمزة على الألف ساكنة ومثلوا له بقراءة ابن كثير {وكشفت عن سأقيها} (٩)، لكن ابن عرفة بعد عرضه للقراءة التي نقلها ابن جني وتعليقه عليها يشير إلى أنه


(١) آل عمران: ١٣.
(٢) البقرة: ٦.
(٣) ق: ٧١.
(٤) البقرة: ٣٧.
(٥) تفسير ابن عرفة ١/ ٢٦٤.
(٦) هود: ٦٩.
(٧) تفسير ابن عرفة ١/ ٩٥.
(٨) البقرة: ٢٨٢.
(٩) النمل: ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>