للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما موقفه من النسخ فإيجابي فهو يقول في قوله تعالى {قل قتال فيه كبير} (١) وهذا منسوخ كان قبل أن يؤمر بقتالهم عامة. (٢)

وفي الختام نذكر شيئا من غرائبه في تفسيره وقد تقدم بعضها (٣):

قال: {إنما يعمر مساجد الله} (٤) يعني الكعبة لأنها مسجد جميع الخلق، إليها يؤمون {من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وءاتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} وعسى من الله واجبة. (٥)

ومن الفوائد الاستطرادية التي ذكرها قوله:

وسئل بعض السلف عن الرجل العالم الفقيه الذي قد اتخذه المسلمون سلفا وإماما، فاستقل بأمور المسلمين والنظر في حوائجهم، وهو فقير، هل ينظر المسلمون له نظرًا يغنونه عن المسألة ويفضلونه على من سواه ممن لم يحتمل من أمور المسلمين مااحتمل؟ فقال: نعم وهل ينبغي للمسلمين إلا هذا؟ وهل يجوز لهم أن يحتاج فيهم مثل هذا؟ وقد كان عمر بن الخطاب يفضل أهل الفضل في الإسلام ويخصهم من الصدقة والفيء بما لايخص به غيرهم لما يحتملون من المسلمين، ويشغلون أنفسهم بحوائج المسلمين عن حوائجهم، فأهل أن يفضلوا، وأهل أن يشرفوا، وأهل أن ينظر لهم المسلمون بما يسعهم ويقوتهم ويقوت عيالهم (٦).


(١) البقرة: ٢١٧.
(٢) ١/ ٢٠٣، وانظر أيضا في النسخ ٢/ ٦٨ - ١٠٧.
(٣) وانظر أيضا: ٢/ ١١٩، ١٤٦، ٢٤٩.
(٤) التوبة: ١٨.
(٥) ٢/ ١١٩.
(٦) ٢/ ١٤٥. وذلك تحت قوله تعالى {إنما الصدقات للفقراء والمساكين ...} التوبة: ٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>