للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلى الله عليه وعلى آله الأئمة من ذريته الذي هو صاحب القيامة فيكشف الباطن كله ويرتفع الظاهر والعمل كما قال تعالى: {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا} (١) وكما قال تعالى {يوم يكشف عن ساق} (٢) والساق من الباطن لأنها مما يستر ولا يكشف {ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون} يعني أنه قد ارتفع العمل والانتفاع بالطاعة فلا يستطاع ذلك. (٣)

ويقول:

والعرب في لغتها والمعروف من لسانها تسمى الشيء باسم ما صحبه ولاءمه وألفه ومن ذلك أيضا كان الكتاب مثل الإمام لأن القرآن هو أليف كل إمام وبه يعمل وعليه يعول وعنده علمه قال الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم -: {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} (٤) يعني وصية عليا صلى الله عليه الذي أودعه ذلك والأئمة من ولده الذين انتقل ذلك عنه إليهم، والعرب تسمى الكتاب إماما قال أصحاب التفسير في قول الله: {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} (٥) قالوا: يعني في كتاب. (٦)

ويقول:

قول الله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} (٧) وإنما خاطب الله عز وجل بهذا الخطاب المؤمنين جميعا وكذلك قال تعالى {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض} (٨) وقد ذكرنا أن الولاية دعامة من دعائم الإسلام وأمر الله في كتابه بطاعة أولي الأمر وقرن ولايتهم بولاية رسوله بقوله: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} (٩) وذلك فرض فرضه الله عز وجل على المؤمنين، والولاية أصلها السمع والطاعة، فلو كان القول في ذلك ما قالته العامة؛ من أن المراد بالولاية ها هنا وبالمؤمنين جميع من آمن بالله ورسوله، لم يدر من المأمور منهم بالسمع والطاعة، ومن يجب ذلك له من جميعهم، ولكانت طاعة جميعهم واجبة على جميعهم، وأهواؤهم مختلفة وقلوبهم وآراؤهم شتى، ومنهم المطيع والعاصي والمؤالف والمخالف.

وقد علم الله ذلك منهم فلم يكن سبحانه ليوجب من ذلك ما لا يعرف حقيقته ولا يصح أمره ولا يثبت واجبه، ولكن اسم الإيمان


(١) الأنعام: ١٨٥.
(٢) القلم: ٤٢.
(٣) تأويل الدعائم ص: ٥٥.
(٤) الرعد: ٤٣.
(٥) يس: ١٢.
(٦) تأويل الدعائم ص: ٦١.
(٧) المائدة ٥٥ - ٥٦.
(٨) التوبة: ٧١.
(٩) المائدة: ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>