للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأئمته صلى الله عليهم والمراد بالعلماء هم صلى الله عليهم ومن تعلم منهم فهو يعد من العلماء على سبيل المجاز باتباعه لهم وتوليه إياهم كقوله تعالى: {فمن تبعني فإنه مني} (١) وقوله: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} (٢) فهم العلماء بالحقيقة صلى الله عليهم وقد يقع اسم العلماء على المجاز على كل عالم بشيء ما كان، فليس أولئك وإن وقع عليهم اسم العلماء ممن يعني بالعلماء في الحقيقة ...

قال: ومن ذلك قوله تعالى: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} (٣) يعني أولياءه ولا يكون أهل العلم ها هنا كل من علم شيئا ما كان وكذلك قوله: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} (٤) وإنما عنى بالعلم ها هنا العلم الحقيقي الذي قد قدمنا ذكره المأثور عن أولياء الله. (٥)

قال: ومما ذكرناه من أن العلماء بالحقيقة هم أولياء الله ما جاء في كتاب الدعائم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "تعلموا من عالم أهل بيتي أو ممن تعلم من عالم أهل بيتي تنجوا من النار". (٦)

قال: ومنه قول نوح - صلى الله عليه وسلم -: {ولمن دخل بيتي مؤمنا} (٧) وقد ذكرنا أن لسان العرب يسمى فيه الشيء باسم ما صحبه ولاءمه فمثل صلى الله عليه بيته الذي هو دعوته بأهل بيته القائمين بها والمعنى الذي أراد تمثيل دعوته بدعوة نوح هو أنه كما هلك من تخلف عنها، كذلك يهلك من تخلف عن دعوته، وكما نجا من دخلها كذلك ينجو من دخل دعوته، لأن نوحا أول أصحاب الشرائع وأول أولي العزم ومحمد - صلى الله عليه وسلم - آخر أصحاب الشرائع وآخر أولي العزم. (٨)

ويقول:

{كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم مالم تكونوا تعلمون} (٩) وقال:


(١) إبراهيم: ٣٦.
(٢) المائدة: ٥١.
(٣) العنكبوت: ٤٩.
(٤) المجادلة: ١١.
(٥) تأويل الدعائم ص: ٦٥ - ٦٦.
(٦) تأويل الدعائم ص: ٦٧، وهذا الحديث لم أقف له على أصل لا صحيح ولا ضعيف ولا موضوع.
(٧) نوح: ٢٨.
(٨) تأويل الدعائم ص: ٦٩.
(٩) البقرة: ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>